responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كتاب الأربعين نویسنده : المحقق البحراني    جلد : 1  صفحه : 480
المقام الرابع في صدور الاخبار بالامور الغيبية عنه وهي أكثر من أن تحصى، وقد أوردنا جملة مقنعة في كتابنا مجمع المناقب. والذي ينبغي أن نذكر هنا التنبيه على أنه كان لنفسه القدسية استعداد بأن تنتقش بالامور الغيبية عن افاضة جود الله تعالى، وفرق بين هذا وبين علم الغيب الذي لا يعلمه الا الله، فان المراد به هو العلم الذي لا يكون مستفادا من سبب يفيده، ومن المعلوم أن ذلك انما يصدق في حق الله تعالى، إذ كل علم لذي علم عداه فهو مستفاد من جوده: إما بواسطة، أو بغير واسطة، فلا يكون علم الغيب، وان كان اطلاعا على أمر غيبي لا يتأهل للاطلاع عليه كل الناس، بل يختص بنفوس خصت بعناية الهية، كما قال تعالى شأنه (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا الا من ارتضى) [1]. وبهذا التحقيق يسقط ما أورده بعضهم من أن اخباره بالمغيبات ليس بعلم ألهمه الله اياه وأفاضه عليه، بل الرسول (صلى الله عليه وآله) أخبره بوقائع جزئية من ذلك، وحينئذ لا يبقى بينه وبين غيره فرق في ذلك، فان الواحد منا لو أخبره الرسول (صلى الله عليه وآله) بشئ من ذلك لكان له أن يخبر بما قال الرسول، وان وقع المخبر به على وفق قوله. ويدل على ذلك قوله (عليه السلام) بعد وصف الأتراك، وقد قال له بعض أصحابه في ذلك

[1] شرح نهج البلاغة ص 269 - 270. المقام: لقد اعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب، فضحك وقال للرجل وكان كلبيا: يا أخا كلب ليس هو بعلم غيب، وانما هو تعلم من ذي علم، وانما علم الغيب علم الساعة، وما عدده الله سبحانه بقوله (ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام)
[2] فيعلم الله ما في الأرحام من ذكر أو أنثى، وقبيح أو جميل، وشقي أو سعيد، ومن [1] الجن: 26.
[2] لقمان: 34.

نام کتاب : كتاب الأربعين نویسنده : المحقق البحراني    جلد : 1  صفحه : 480
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست