responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الداعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 293
واعلم ان التقوى شطران شطر الاكتساب، وشطر الاجتناب، والاكتساب فعل الطاعات، والاجتناب ترك المنهيات، وشطر الاجتناب أسلم وأصلح للعبد وأهم عليه من شطر الاكتساب لان الاجتناب يفيد مع حصوله، ويزكو معه ما يحصل من شطر الاكتساب وان قل، وقد عرفت ذلك فيما تلوناه عليك من قوله عليه السلام: يكفى من الدعاء مع البر ما يكفى الطعام من الملح. ونظائره فلا نطول بتكريره، وشطر الاكتساب لا ينفع مع تضييع شطر الاجتناب وقد عرفت ذلك من كتابنا هذا، وفيما رأيت من خبر معاذ كفاية، وفى قول القرشى ان شجر نافى الجنة لكثيرة قال، نعم ولكن اياكم ان ترسلوا عليها نيرانا فتحرقوها [1].

[1] قال في (الميزان): يحصل التقوى الدينى بأحد امور ثلاثة: الخوف والرجاء والحب قال تعالى (وفى الاخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحيوة الدنيا الا متاع الغرور) الحديد: 20 فعلى المؤمن ان يتنبه لحقيقة الدنيا وهى انها متاع الغرور وعليه ان لا يجعلها غاية لاعماله، وان يعلم ان له ورائها دارا فيها ينال غاية أعما له. وهى عذاب شديد للسيآت يجب ا يخافه، ومغفرة من الله يحب ان يرجوها، وطباع الناس مختلفة فبعضهم وهو الغالب يغلب على نفسه الخوف، ويساق بذلك الى عبادته تعالى خوفا من عذابه، وبعضهم يغلب على نفسه الرجاء وكلما فكر فيما وعده الله من النعمة والكرا مة زاد رجاء وبالغ في التقوى والتزام الاعمال الصالحة. وطائفة ثالثة وهم العلماء بالله لا يعبدون خوفا من عقابه ولا طمعا في ثوابه وانما يعبدونه لانه اهل للعبادة وذلك لانهم عرفوه بما يليق به من الاسماء الحسنى والصفات العليا فهم يعبدون الله ولا يريدون الا وجهه ولا يلتفتو ن فيها الى عقاب يخوفهم ولا الى ثواب يرجيهم انتهى موضع الحاجة بعد التلخيص ج 11 ص 173. قوله: فيما تلوناه عليك يريد به ما تقدم ذكره في اول الخاتمة من الروايات. وقد مضى خبر معاذ في ص 227 قوله: قول القرشى الخ هذا جزء من الرواية المذكورة في ص 248 (*).

نام کتاب : عدة الداعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 293
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست