responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الداعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 294
وعنه عليه السلام: الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب [1] وعنهم عليهم السلام: جدوا واجتهدوا، وان لم تعملوا فلا تعصوا، فان من يبنى ولا يهدم يرتفع بنائه وان كا يسيرا، وان من يبنى ويهدم يوشك ان لا يرتفع له بناء. فعليك بالاجتهاد في تحصيل الطرفين لتستكمل حقيقتها وتكون قد سلمت، وغنمت، وان لم تبلغ الا الى احدهما فليكن ذلك شطر الاجتناب فتسلم ان لم تغنم، والاخسرت الشطرين جميعا، فلا ينفعك قيام الليل وتعبه مع تضمضك بأعراض الناس [2]. وقد روى عن النبي صلى الله عليه واله اياكم وفضول الطعام فانه يسم القلب بالقسوة ويبطئ بالجوارح عن الطاعة، ويصم الهمم عن سماع الموعظة، واياكم وفضول النظر فانه يبذر الهوى ويولد الغفلة، واياكم واستشعار الطمع فانه يشوب القلب بشدة الحرص، ويختم القلب بطابع حب الدنيا، وهو مفتاح كل معصية، ورأس كل خطيئة وسبب احباط كل حسنة. وهذا مثل قوله عليه السلام: فيما تقدم: اياكم ان تر سلوا عليها نيرانا فتحرقوها. وروى محمد بن يعقوب يرفعه الى ابى حمزة قال: كنت عند على بن الحسين عليهما السلام فجائه رجل فقال له: يا ابا محمد انى مبتلى بالنساء فأزني يوما وأصوم يوما فيكون ذا كفارة لذا، فقال على بن الحسين عليه السلام انه ليس شى أحب الى الله عزوجل من ان يطاع فلا

[1] واعلم انه لاحسد الاعلى نعمة فإذا أنعم الله على اخيك نعمة فلك فيها حالتان: احدهما ان تكره تلك النعمة وتحب زوالها سواء أردت وصولها اليك ام لا فهذه الحالة تسمى حسدا. والثانية ان لا تحب زوالها ولا تكره وجودها ورواجها ولكنك تشتهى لنفسك مثلها، وهذه تسمى غبطة وقد يخص باسم المنافسة، فاما الاول فهو حرام مطلقا كما هو المشهور، ا واظهارها كما يظهر من بعض الاخبار واما المنافسة فليست حرام وفى (مرآت) تفصيل الكلام با ب الحسد.
[2] الاعراض: جمع العرض بالكسر هو موضع المدح والذم من الانسان في نفسه أو من يلزمه امره، وقيل: هو جانبه الذى يصونه من نفسه وحسبه ويحامى عنه ان ينتقص ويعاب (المجمع) (*).

نام کتاب : عدة الداعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست