responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الداعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 223
وساده فيجتهد ويتعب نفسه في عبادتي فأضربه بالنعاس الليلة والليلتين نظرا منى له وابقائا عليه فينام حتى يصبح فيقوم ماقتا لنفسه وزاريا عليها، ولو اخلى بينه وبين ما يريد من عبادتي لدخله من ذلك العجب بأعماله فيأتيه ما فيه هلاكه لعجبه بأعماله ورضاه عن نفسه حتى يظن ان قد فاق العابدين، وجاز في عبادته حد التقصير، فيتباعد منى عند ذلك، وهو يظن انه قد تقرب الى. ومن طريق آخر رواه صاحب الجواهر بزيادة على هذا الكلام تتمة له: فلا يتكل العاملون على أعمالهم التى يعملونها، فانهم لو اجتهدوا وأتبعوا انفسهم واعمارهم في عبادتي كانوا مقصرين غير بالغين ما يطلبون من كرامتي، والتنعم في جناتى ورفيع درجاتي في جواري، ولكن رحمتى فليبتغوا (فليبغوا) والفضل منى فليرجوا، والى حسن الظن بى فليطمئنوا، فان رحمتى عند ذلك تداركهم وهى تبلغهم رضواني ومغفرتي، والبسهم عفوى، فانى انا الله الرحمن الرحيم بذلك تسميت [1]. وعن الباقر عليه السلام قال: قال الله سبحانه: ان من عبادي المؤمنين لمن يسئلنى الشئ من طاعتي فأصرفه عنه مخافة الاعجاب. وقال المسيح: عليه السلام يا معشر الحواريين كم من سراج أطفأته الريح، وكم من عابد أفسدته العجب. واعلم ان حقيقة العجب استعظام العمل الصالح واستكثاره والابتهاج به. فان قلت فمن صادف في نفسه السرور بالطاعة والابتهاج بها لكنه لا يستعظمها بل يفرح بفعلها، ويحب الزيادة منها، وهذا الامر لا يكاد الانسان ينفك عنه، فان ا لانسان إذا قام ليلة أو صام يوما، لو حصل له مقام شريف ودعاء وعبادة فانه يسره ذلك لا محالة. فهل يكون ذلك اعجابا محبطا للعمل وداخلا به في زمرة المعجبين ؟. فالجواب ان العجب انما هو الابتهاج بالعمل الصالح والادلال له واستعظامه،

[1] من اراد الاطلاع على شرح الرواية ومعنى بعض لغاته يرجع الى با ب الرضا بالقضاء من (مرآت) (*).

نام کتاب : عدة الداعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست