مثل : أنّهم أولاد بغايا [١] ، وأنّه ليس عندهم من الحق والملّة الحنيفيّة أصلا [٢] وأنّهم أعداء
الله وأعداء رسوله صلىاللهعليهوآله وأعداء الأئمة عليهمالسلام[٣] وأنّ إجراء أحكام الإسلام فيهم لأجل التقيّة والمداراة
وإبقاء الشيعة [٤] وأمثال ذلك؟! وإلّا ففي الحقيقة هم كفّار يعامل معهم
صاحب الأمر ـ عجّل الله تعالى فرجه ـ عند ظهوره معاملة الكفّار ، وأنّ حالنا معهم
إلى زمان ظهوره عليهالسلام حال أصحاب الرسول صلىاللهعليهوآله في مكّة ، في بدء أمرهم مع الكفّار إلى زمان تسلّط
الرسول صلىاللهعليهوآله في الجزية ومقاتلته.
وبالجملة ،
بورود هذه الأمور في شأنه وأشدّ منها ، كيف يبقى تأمّل في أنّ لهم حرمة تمنع عن
الغيبة؟! بل ربّما يحصل القطع بخلاف ذلك ، سيّما بملاحظة قوله تعالى ( لَحْمَ أَخِيهِ )[٥] وكذا قوله صلىاللهعليهوآله في آخر الرواية الّتي رواها عن « الفقيه » : « ومن
اصطنع إلى أخيه معروفا » [٦] مع أنّه في صدرها قال : « من اغتاب مسلما » [٧] ، إذ يظهر أنّ
المراد من المسلم هو المؤمن ، واستعماله فيه في غاية الكثرة ، والقرينة واضحة إن
قلنا بكونه ظاهرا في المعنى الأعم ، وإلّا ففيه أيضا تأمّل ، لنهاية كثرة
الاستعمال في كلّ واحد منهما في الأخبار ، وكذا الحال عند المتشرّعة ، بل ربّما
يظهر أنّ الشيعة كانوا يقعون فيهم [٨] على سبيل الشيوع والتداول ، بل
[١] لاحظ! المحاسن
للبرقي : ١ ـ ٢٣٢ الأحاديث ٢٤ و ٢٥ و ٢٦ ، بحار الأنوار : ٢٧ ـ ١٤٥ باب أنّ حبّهم عليهمالسلام
علامة طيب الولادة.
[٢] لاحظ! المحاسن
للبرقي : ١ ـ ٢٤٢ الحديث ٥٢ و ٢٤٣ الحديث ٥٤ و ٥٥ ، بحار الأنوار : ٢٣ ـ ٨٧ الحديث ٣٠.