responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصحيح اعتقادات الإمامية نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 35

المكر و الخدعة من الله معنى‌ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ‌ فصل‌

و ذكر أبو جعفر رحمه الله‌[1] في قوله تعالى‌ يُخادِعُونَ اللَّهَ وَ هُوَ خادِعُهُمْ‌[2]


[1] الاعتقادات ص 25، التّوحيد: 163/ 1 و 159- 160/ 1.

[2] قوله تعالى: إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ وَ هُوَ خادِعُهُمْ‌ إلخ( النّساء: 142) سيأتي الأصل في آية: اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ‌ و نوضّح أنّ العرف من عرب و غيرهم يتمثّلون في أغلب محاوراتهم استعارة بالعمل عن أشباهه و ما على شاكلته فيقولون« نام فلان عن حقّه و تحزّم لحقّ غيره» فلا يخطر ببالهم الحزم و المنام المحسوسان، و إنّما يريدون أنّه يعمل عملا يشبه بالنّائم عن حقّ نفسه أو المتحزم لخدمة غيره، كما يقال لمن قعد عن طلب نصيبه أو ضيّع فرصة متاحة: لقد كنت نائما أو غائبا، و إن كان حاضرا واعيا، لأنّ عمله يشبه عمل النّائم و الغائب دون عمل الواعي الحاضر، كذلك الّذين يتشبّثون لأهوائهم و شهواتهم بدسائس التّمويه و التّطلية و الحيل الشّرعيّة و التّزوير في التّسمية كأنّهم يمكرون و يخدعون اللّه، ثمّ إنّ اللّه تعالى في إسقاطهم على غرّة يشبه من يقابلهم بالمكر و الخديعة في حين أنّه ليس مكرا في الحقيقة، و إنّما هو تأديب بعد استدراج، و بعد إنذار و احتجاج، و بهذه المناسبة وصف اللّه بأنّه خير الماكرين و خادع المنافقين.

إنّ الماكرين أو الخادعين لا يعملون لغاية مقدّسة و لا يسبق منهم إنذار لمن في وجههم أو إعلامه لكنّما اللّه سبحانه يعمل لغاية قدسية كالتّأديب، و يعمل بعد الإنذار و المواعيد لعلّهم يحذرون و يتّقون، فهي و أشباهها بحسب الاصطلاح استعارة، لكنّ الشّيخين الجليلين حسباها من المجاز المرسل. ش.

نام کتاب : تصحيح اعتقادات الإمامية نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست