قال الشيخ المفيد رحمه
الله الحساب هو المقابلة بين الأعمال و الجزاء عليها و المواقفة للعبد على ما فرط
منه و التوبيخ له على سيئاته و الحمد على حسناته و معاملته في ذلك باستحقاقه و ليس
هو كما ذهبت العامة إليه من مقابلة الحسنات بالسيئات و الموازنة[3] بينهما على حسب استحقاق الثواب و
العقاب عليهما إذ كان التحابط بين الأعمال غير صحيح و مذهب المعتزلة فيه باطل غير
ثابت و ما اعتمده[4] الحشوية في
معناه غير معقول.
و الموازين هي التعديل
بين الأعمال و الجزاء عليها و وضع كل جزاء في موضعه و إيصال كل ذي حق إلى حقه فليس
الأمر في معنى ذلك على ما ذهب إليه أهل الحشو من أن في القيامة موازين كموازين
الدنيا لكل ميزان كفتان توضع الأعمال فيها إذ الأعمال أعراض[5] و الأعراض لا يصح وزنها و إنما توصف
بالثقل و الخفة على وجه المجاز و المراد بذلك أن ما ثقل[6] منها هو ما