(عليه السلام) فَسَمِعْنَا وَ عَصَيْنَا فَعَلَى ذَلِكَ الْكُفْرِ وَ الْإِنْكَارِ وَ قَوْلِ الطَّاغُوتِ إِبْلِيسُهُمْ وَ جَاؤُوا مَعَهُ إِلَى عِلْمِ اللَّهِ إِلَى أَنْ ظَهَرَ وَ ظَهَرُوا فِي الْجَانِّ الَّذِي خَلَقَهُ اللَّهُ مِنْ مارِجٍ ... مِنْ نارِ السَّمُومِ فَقَدْ سَمِعْتُمْ مَا كَانَ مِنْهُ مِنْ آدَمَ وَ النِّدَاءَ لَهُ وَ النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ وَ الْأَوْصِيَاءِ وَ الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِينَ مِنْ قَتْلِ قَابِيلَ لِهَابِيلَ، وَ نَصْبِهِ لَهُمُ الْمُنَادَّةَ، الطَّاغِيَةَ الْبَاغِيَةَ، الْعَمَالِقَةَ وَ الْفَرَاعِنَةَ وَ الطَّوَاغِيتَ يُكَذِّبُونَ الرُّسُلَ وَ الْأَنْبِيَاءَ وَ الْأَوْصِيَاءَ وَ الْأَئِمَّةَ (عليهم السلام) وَ يَرُدُّونَ عَلَيْهِمْ وَ يَدَّعُونَ الرُّبُوبِيَّةَ وَ الْإِلَهِيَّةَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ يَقْتُلُونَهُمْ وَ مَنْ آمَنَ بِهِمْ وَ صَدَّقَهُمْ وَ يُنْظَرُونَ مُمْهَلُونَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ.
وَ قَالَ الْقَوْمُ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) يَا سَيِّدَنَا وَ أُولَئِكَ الِاثْنَا عَشَرَ أَصْحَابُ عَقَبَةَ الدِّبَابِ هُمْ إِبْلِيسُ وَ مَنْ كَانَ مَعَهُ مِنَ الْأَحَدَ عَشَرَ الْأَضْدَادِ؟
قَالَ: هُوَ وَ اللَّهِ وَ هُمْ وَ اللَّهِ خَلْقُهُ، وَ إِنْ قُلْتُ إِنَّ هَؤُلَاءِ أُولَئِكَ حَقّاً أَقُولُ.
فَقَالُوا يَا سَيِّدَنَا، نُحِبُّ أَنْ تُعَرِّفَنَا قِصَّةَ أَصْحَابِ الْعَقَبَةِ الِاثْنَيْ عَشَرَ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: نَعَمْ أُخْبِرُكُمْ إِنَّ جَدِّي رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ آلِهِ وَ سَلَّمَ) قَدْ سَرَى وَ اللَّيْلُ مُظْلِمٌ مُعْتِمٌ، وَ هُوَ رَاكِبٌ نَاقَتَهُ الْعَضْبَاءَ، وَ الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ مِنْ حَوْلِهِ فَلَمَّا قَرُبَ مِنَ الْعَقَبَةِ اجْتَمَعَ الِاثْنَا عَشَرَ الْمُنَافِقُونَ فَقَالَ ضِلِّيلُهُمْ وَ إِبْلِيسُهُمْ زُفَرُ: يَا قَوْمِ إِنْ يَكُنْ يَوْمٌ تَقْتُلُونَ فِيهِ مُحَمَّداً فَهَذَا مِنْ لَيَالِيهِ، فَقَالُوا: وَ كَيْفَ ذَلِكَ؟ فَقَالَ لَهُمْ: أَ مَا تَعْلَمُونَ شَرَّ هَذِهِ الْعَقَبَةِ وَ صُعُوبَتَهَا وَ هَذَا أَوَانُهُ فَإِنَّهَا لَا يَرْقَى فِيهَا النَّاسُ إِلَّا وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ لِضِيقِ الْمَسْلَكِ.
قَالُوا: مَا ذَا نَصْنَعُ وَ كَيْفَ نَقْتُلُ مُحَمَّداً؟ فَقَالُوا مَا يُمْكِنُ أَنْ نَقْتُلَهُ وَ مَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ فَقَالُوا: وَ لَيْسَ إِنَّمَا يَصْعَدُ وَحْدَهُ قَالَ لَهُمْ: لَا تُؤْمَنُونَ أَنْ يَبْدُرَكُمْ أَصْحَابُهُ فَتُقْتَلُونَ قَالُوا: كَيْفَ نَصْنَعُ؟ قَالَ نَسْتَأْذِنُهُ بِالتَّقَدُّمِ وَ الصُّعُودِ فِي الْعَقَبَةِ وَ نَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَنُسَهِّلُ طَرِيقَهَا لَكَ وَ نُلْقِي مِنْ عَسَارَةِ رَصَدِهِ بِأَنْفُسِنَا دُونَكَ وَ لَا تَلْقَاهُ أَنْتَ بِنَفْسِكَ فَإِنَّهُ يَحْمَدُنَا عَلَى ذَلِكَ