مَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ حَقٌّ قَالَ ابْنُ سَلَامٍ: وَ مَتَى قُلْتُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي نَفْسِي؟ قَالَ يَا ابْنَ سَلَامٍ: السَّاعَةَ بَيْنَ قَوْلِكَ لِي، فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ بِهَذِهِ الدَّلَالَةِ.
27- وَ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ (عليهما السلام)، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ لِجَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ: يَا جَابِرُ إِنَّ نَفَراً مِنْ شِيعَتِنَا فِي الْحَدِيقَةِ قَدِ اجْتَمَعُوا لِلْحَدِيثِ وَ التَّذْكَارِ وَ قَدْ وَجَدُوا فِي حَدِيثِهِمْ حَدِيثَ أَصْحَابِ الْعَقَبَةِ الَّذِينَ هُمْ أَصْحَابُ الدِّبَابِ وَ شَكُّوا فِي عِدَّتِهِمْ فَأَرْسِلْ إِلَيْهِمْ لِيَأْتُوا إِلَيْنَا فَنُخْبِرَهُمْ بِعَدَدِهِمْ وَ أَسْمَائِهِمْ وَ أَنْسَابِهِمْ وَ كَيْدِهِمْ لِجَدِّي رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ) فِي لَيْلَةِ الْعَقَبَةِ، فَبَعَثَ جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ إِلَيْهِمْ وَ أَحْضَرَهُمْ عَلَى الْبَابِ وَ أَذِنَ لَهُمْ أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السلام) فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُمْ: مَا لَكُمْ تَشُكُّونَ وَ نَحْنُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ تَلْقَوْنَا صَبَاحاً وَ مَسَاءً؟ فَقَالَ الْقَوْمُ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ يَا سَيِّدَنَا. وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السلام): تَكَلَّمُوا يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ. فَقَالُوا: بِعِلَّةِ خَطَايَانَا وَ كَثْرَةِ ذُنُوبِنَا تَحُولُ بَيْنَنَا وَ بَيْنَ مَا ذَكَرْتَ لَنَا جَزَاكَ اللَّهُ خَيْراً مِنْ إِمَامٍ خَبِيرٍ أَخْبِرْنَا يَا سَيِّدَنَا بِقِصَّةِ أَصْحَابِ الْعَقَبَةِ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السلام): أُخْبِرُكُمْ بِقِصَّتِهِمْ وَ عَدَدِ أَسْمَائِهِمْ فَقَالَ الْقَوْمُ: فَرِّجْ عَنَّا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ يَا سَيِّدَنَا فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: اعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ أَنَّ الْأَرْضَ لَمْ تُقِلَّ وَ السَّمَاءَ لَمْ تُظِلَّ عَلَى أَحَدٍ مِنَ الْكُفَّارِ إِلَّا الِاثْنَيْ عَشَرَ أَصْحَابَ الْعَقَبَةِ أَشَدَّهُمْ لَعْنَةً وَ كُفْراً وَ جَحْداً وَ نِفَاقاً لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ مُنْذُ الذَّرْوِ الْأَوَّلِ فَإِنَّهُمْ بَدْوُ كُفْرِهِمْ وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى فَقَالَ: ضِلِّيلُهُمْ وَ إِبْلِيسُهُمُ الْأَكْبَرُ مُكْرَهاً وَ قَالُوا مُكْرَهِينَ: نَعَمْ، وَ قَالَ إِبْلِيسُهُمْ لِجَحْدِهِ لَا بِغَيْرِ نُطْقٍ فَاسْتَحَالَ ظُلْمَةً وَ كَدَراً وَ أَسَرَّ مَا قَالَ كَمَا أَسَرَّ عِجْلُ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ