مُحَمَّدُ قَدَّرْتَ أَنَّ هَذِهِ الْجَمَاعَةَ تَذِلُّ لَكَ حَتَّى تَعْلُوَ دَعْوَاكَ هَذِهِ وَ تَقُولَ مَا تَقُولُ فَقَطَعَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ) خُطْبَتَهُ وَ قَالَ لَهُ: عَلَى رَغْمِكَ يَا أَبَا سُفْيَانَ فَسَكَتَ أَبُو سُفْيَانَ خَجِلًا وَ قَالَ فِي نَفْسِهِ: وَ اللَّهِ يَا مُحَمَّدُ لَئِنْ أَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْكَ لَأَمْلَأَنَّ يَثْرِبَ خَيْلًا وَ رِجَالًا وَ لَأُخْمِدَنَّ نَارَكَ وَ لَأُعْفِرَنَّ آثَارَكَ فَقَطَعَ النَّبِيُّ خُطْبَتَهُ وَ قَالَ: يَا وَيْلَكَ يَا أَبَا سُفْيَانَ أَمَّا بَعْدِي فَيَتَقَدَّمُكَ مَنْ هُوَ أَشْقَى مِنْكَ وَ أَمَّا بِعَهْدِي فَلَا وَ بَعْدِي يَكُونُ مِنْكَ وَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ مَا تَقُولُ فِي نَفْسِكَ إِلَّا أَنَّكَ لَا تُطْفِي نُورِي وَ لَا تَقْطَعُ ذِكْرِي وَ لَا يَدُومُ لَكُمْ ذَلِكَ وَ لَيَسْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ إِيَّاه وَ يُخَلِّدُكُمُ النَّارَ وَ لَيَجْعَلَنَّكُمْ شَجَرَتَهَا الَّتِي هِيَ وَقُودُهَا النَّاسُ* فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى: الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ إِلَى تَمَامِ الْآيَةِ وَ الشَّجَرَةُ هِيَ بَنُو أُمَيَّةَ وَ هُمْ أَهْلُ النَّارِ
فكان هذا من دلائله (عليه السلام).
26- وَ عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَدَقَةَ الْعَنْبَرِيِّ التَّمِيمِيِّ عَنْ أَبِي الْمُطَّلِبِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ الصَّادِقِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) قَالَ: لَمَّا سَأَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ) عَنْ تِلْكَ الْمَسَائِلِ وَ أَجَابَهُ عَنْهَا فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ وَ قَدْ أَسْلَمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا عِلْمٌ قَدْ جَاءَكَ مِنَ اللَّهِ عَلَى أَلْسُنِ الْبَشَرِ أَوْ عَلَى أَلْسُنِ الْمَلَائِكَةِ؟
فَقَالَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ) وَيْحَكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ الْبَشَرُ كَيْفَ آخُذُ عَنْهُمْ؟ وَ اللَّهِ مَا أَتَانِي بِهِ إِلَّا جِبْرِيلُ عَنِ اللَّهِ. قَالَ: وَ كَيْفَ تَسْمَعُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: يَا ابْنَ سَلَامٍ سَمَاعاً بِأُذُنِي وَ مُنْزَلًا عَلَى قَلْبِي قَالَ ابْنُ سَلَامٍ تَعْلَمُ الْغَيْبَ سَمَاعاً يَا رَسُولَ اللَّهِ بِسَمْعِكَ وَ مُنْزَلًا عَلَى قَلْبِكَ؟ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ) الْغَيْبُ دَرَجَاتٌ مِنْهَا سَمَاعٌ، وَ مِنْهَا نَبْتٌ فِي الْقَلْبِ. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنْ لَكَ بِذَلِكَ نَسْمَعُهُ وَ نَعْلَمُهُ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مَا فِي نَفْسِكَ يَا ابْنَ سَلَامٍ مِنْ قَوْلِكَ أُومِنُ فَلَعَلَ