أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام)
فكان هذا من دلائله (عليه السلام).
وَ عَنْهُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزَّيَّاتِ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصَمِّ عَنْ بَنِي الْجَارُودِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْوَلِيدِ الْهَمْدَانِيِّ عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ: كُنَّا مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) بِالْكُنَاسَةِ، إِذْ أَقْبَلَ أَسَدٌ يَهْوِي فَضَعْضَعْنَا مِنْ حَوْلِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) فَقَالَ لَهُ: ارْجِعْ وَ لَا تَدْخُلْ دَارَ هِجْرَتِي بَعْدَ الْيَوْمِ وَ بَلِّغِ السِّبَاعَ عَنِّي تَتَجَافَى الْكُوفَةَ وَ جَمِيعَ مَا حَوْلَهَا أَلَا إِنَّ طَاعَتِي طَاعَةُ اللَّهِ فَإِذَا عَصَوُا اللَّهَ وَ خَلَّوْا طَاعَتِي حَكَمْتُ فِيهِمْ فَلَمْ تَزَلِ السِّبَاعُ تَتَجَافَى الْكُوفَةَ إِلَى أَنْ قُبِضَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام)، وَ تَقَلَّدَهَا زِيَادُ بْنُ أَبِيهِ دَعِيُّ أَبِي سُفْيَانَ (لَعَنَهُ اللَّهُ) فَلَمَّا دَخَلَهَا سُلِّطَتِ السِّبَاعُ عَلَى الْكُوفَةِ وَ مَا حَوْلَهَا حَتَّى أَفْنَتْ أَكْثَرَ النَّاسِ
وَ عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الْقَاسِمِ الْهَمْدَانِيِّ عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ: بَيْنَمَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) يَخْطُبُ فِي النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ إِذْ أَقْبَلَتْ أَفْعَى مِنْ نَاحِيَةِ بَابِ الْفِيلِ رَأْسُهَا أَعْظَمُ مِنْ رَأْسِ الْبَعِيرِ تَهْوِي إِلَى نَحْوِ الْمِنْبَرِ فَافْتَرَقَ النَّاسُ فِي جَانِبَيِ الْمَسْجِدِ خَوْفاً مِنْهُ حَتَّى صَعِدَ الْمِنْبَرَ، ثُمَّ تَطَاوَلَ إِلَى أُذُنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَأَصْغَى إِلَيْهِ وَ جَعَلَ يُسَارُّهُ مَلِيّاً ثُمَّ نَزَلَ فَلَمَّا بَلَغَ بَابَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِي يُسَمُّونَهُ بَابَ الْفِيلِ انْقَطَعَ أَثَرُهُ وَ غَابَ عَنِ النَّاسِ فَلَمْ يُرَ، فَلَمْ يَبْقَ مُؤْمِنٌ وَ لَا مُؤْمِنَةٌ، إِلَّا قَالَ هَذَا مِنْ عَجَائِبِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَ لَمْ يَبْقَ مُنَافِقٌ وَ لَا مُنَافِقَةٌ إِلَّا قَالَ: هَذَا مِنْ سِحْرِ عَلِيٍّ، فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي لَسْتُ سَاحِراً وَ هَذَا الَّذِي رَأَيْتُمُوهُ وَصِيُّ مُحَمَّدٍ عَلَى الْجِنِّ، وَ أَنَا وَصِيُّهُ عَلَى الْإِنسِ وَ هُوَ يُطِيعُنِي أَكْثَرَ مِمَّا تُطِيعُونَنِي وَ هُوَ خَلِيفَتِي فِيهِمْ وَ قَدْ جَرَى بَيْنَ الْجِنِّ مَلْحَمَةٌ تَتَهَادَرُ فِيهَا الدِّمَاءُ وَ الَّذِي لَا يَعْلَمُ مَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا وَ لَا الْحُكْمُ فِيهَا فَإِنَّهُ مُسَائِلِي عَنِ الْجَوَابِ فِي ذَلِكَ فَأَجَبْتُهُ عَنْهُ بِالْحَقِّ، وَ هَذَا الْمَثَلُ الَّذِي يَمْثُلُ لَكُمْ بِهِ أَرَادَ يُرِيكُمْ فَضْلِي عَلَيْكُمْ الَّذِي هُوَ