أَعْلَمُ بِهِ مِنْكُمْ
فكان هذا من دلائله (عليه السلام).
وَ عَنْهُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنِ الْحَارِثِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَاطُولِ بِالْكُوفَةِ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ فَإِذَا نَحْنُ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ قَدْ وَقَعَ لِحَاؤُهَا وَ بَقِيَ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ عُودُهَا يَابِساً فَضَرَبَهَا بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ لَهَا: ارْجِعِي بِإِذْنِ اللَّهِ خَضْرَاءَ ذَاتَ ثَمَرٍ فَإِذَا هِيَ تَهْتَزُّ بِأَغْصَانِهَا مُورِقَةً مُثْمِرَةً، وَ حَمْلُهَا الْكُمَّثْرَي الَّذِي لَمْ يُرَ مِثْلُهُ فِي فَوَاكِهِ الدُّنْيَا فَأَطْعَمَنَا مِنْهُ وَ تَزَوَّدْنَا وَ حَمَلْنَا فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ عُدْنَا إِلَيْهَا فَإِذَا بِهَا خَضْرَاءُ فِيهَا الْكُمَّثْرَي
وَ عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ قَاسِمٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ: لَمَّا أَمَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) بِإِنْجَازِ عِدَاتِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ قَضَاءِ دَيْنِهِ نَادَى مُنَادِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ: أَلَا مَنْ كَانَ لَهُ دَيْنٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَوْ عِدَةٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيْنَا فَكَانَ الرَّجُلُ يَجِيءُ وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لَا يَمْلِكُ شَيْئاً فَيَقُولُ: اللَّهُمَّ اقْضِ عَنْ نَبِيِّكَ فَيَجِدُ مَا وَعَدَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) تَحْتَ الْبِسَاطِ لَا يَزِيدُ وَ لَا يَنْقُضُ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ هَذَا يُصِيبُ مَا وَعَدَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ) تَحْتَ الْبِسَاطِ وَ نَخْشَى أَنْ يَمِيلَ النَّاسُ إِلَيْهِ، فَقَالَ عُمَرُ فَيُنَادِي مُنَادِيكَ أَيْضاً فَإِنَّكَ تَقْضِي كَمَا قَضَى فَنَادَى مُنَادِيهِ أَلَا مَنْ كَانَ لَهُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ دَيْنٌ أَوْ عِبْرَةٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيْنَا فَسُلِّطَ عَلَيْهِمْ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ لِي عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ) ثَمَانُونَ نَاقَةً سَوْدَاءَ الْمُقْلِ، حَمْرَاءَ الْوَبَرِ، بِأَزِمَّتِهَا وَ رِحَالِهَا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ:
تَحْضُرُ عِنْدَنَا غَداً فَمَضَى الْأَعْرَابِيُّ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ: لَا تَزَالُ فِي ذَلِكَ مُدَّةً وَيْحَكَ مِنْ أَيْنَ فِي الدُّنْيَا ثَمَانُونَ نَاقَةً بِهَذِهِ الصِّفَةِ مَا تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَجْعَلَنَا عِنْدَ النَّاسِ كَاذِبِينَ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ هَاهُنَا مَخْلَصٌ مِنْهُ قَالَ: وَ مَا هِيَ؟ قَالَ: تَقُولُ: أَحْضِرْ لَنَا بَيِّنَتَكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ بِهَذَا الَّذِي ذَكَرْتَهُ حَتَّى نُوَفِّيَكَ إِيَّاهُ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، قَالَ: إِلَّا مَنْ أَتَاكُمْ