نام کتاب : المعيار و الموازنة في فضائل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) نویسنده : الإسكافي، أبو جعفر جلد : 1 صفحه : 221
و إنّك إنسان مثلي كما كان ذلك في هارون و موسى، و هذا ما لا يحتمل هذا الكلام.
و لا يعنيه من له معرفة بما يقول لأنّ قائلا لو قال لرجل أنت منّي بمنزلة النبيّ (عليه السلام) يريد في الولاية و اسم الإيمان، لكان مخطئا لأنّه أتى بالكلام الدالّ على الفضل دون الولاية و الإيمان؛ و كذلك لو أن رجلا قال لصاحبه. أنت عندي بمنزلة ولدي، علمنا أنّه يريد في الفضل و المحبّة، و لا يجوز أن يقول: أنت عندي بمنزلة ولدي في أن/ 68/ أدخلك منزلي لأنّه قد يدخل منزله من لا يعرف عبده من أبيه، و هذا الكلام دالّ على قرب المنزلة و التقدم في المحبّة [1].
قلنا: فقد بان خطأ تأويلكم، و ممّا يؤكّد خطاؤه، و يوجب ما قلنا [ه] قول النبيّ (عليه السلام).
و إنما ذكرنا من الحديث ما لا تدفعونه و لا تنكرونه لأنّه جاء مجيء السنن التي لا يمكن دفعها، فقامت حجّته ظاهرة، و بلغت صحّته و استقامته عند النظر في أسبابه [بارزة] و تلك آية الحقّ، و علامته أنّه يزداد عند النظر و التفتيش قوّة و بيانا كما يزداد الذهب عند الحمى جودة و حسنا.
فأين هذه الأحاديث التي ذكرنا [ها] من الأحاديث] التي رويتم في أبي بكر و عمر فيما أوجبتم التقدّم لهما على الصدّيق الأكبر.
[1] و هما ملازمان عن تميّزه- أو معلولان عن تفرّده- من بين المؤمنين جميعا بخصال محمودة و سجايا مرضية، و صفات محبوبة عند اللّه تبارك و تعالى، و لأجل تفرّده بتلك المكارم قرب منزلته من النبيّ و كان أحبّ الناس إليه، فقدمه اللّه على الجميع، و اختاره خليفة له، و كونه خليفة له ملازم لكونه مستجمعا لجميع الكمالات، و منبعا لكل الخيرات و البركات.
و نعم ما قاله الحسن البصري في كلامه الذي تقدّم آنفا: فلو كان غير النبوّة شيء يفوته لاستثناه.
و نعم ما أفاده العلّامة الطباطبائي عن لسان أهل الحقّ في المنظومة السهم الثاقب:
و قد كفى فيه حديث المنزلة * * * فما لهارون جميعا فهو له
إلّا النبوّة التي استثناها * * * عنه النبي فهو منتهاها
و آية العموم الاستثناء * * * و ليس في اتصاله خفاء
نام کتاب : المعيار و الموازنة في فضائل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) نویسنده : الإسكافي، أبو جعفر جلد : 1 صفحه : 221