responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن نویسنده : البرقي، ابو جعفر    جلد : 2  صفحه : 647

الشياطين لا تقبل إلّا مولية و لا تدبر إلّا مولية و لا يأتي نفعها إلّا من جانبها الاشأم؛ الاعنان- النواحي جمع عنن و عن؛ يقال: أخذنا كل عن و سن و فن؛ أخذ من عن كما أخذ العرض من عرض، و في الحديث: انهم كرهوا الصلاة في أعطان الإبل لأنّها خلقت من أعنان الشياطين، قال الجاحظ: يزعم بعض الناس أن الإبل لكثرة آفاتها أن من شأنها إذا أقبلت أن يتعقب إقبالها الادبار و إذا أدبرت أن يكون إدبارها ذهابا و فناء و مستأصلا، و «لا يأتي نفعها» يعنى منفعة الركوب و الحلب إلّا من جانبها الذي ديدن العرب أن يتشأموا به، و هو جانب الشمال و من ثمّ سموا الشمال شومى قال: فانحى على شومى يديه «فدارها» فاذا هي للفتنة مظنة و للشياطين مجال متسع حيث تسببت أولا إلى إغراء المالكين على إخلالهم بشكر النعمة العظيمة فيها، فلما زواها عنهم لكفرانهم أغرتهم أيضا على إغفال ما لزمهم من حقّ جميل الصبر على المرزئة بها و سولت لهم في الجانب الذي يستملون منه الركوب و الحلب انه الجانب الاشأم و هو في الحقيقة الايمن و الابرك، و قال أيضا: قيل أي لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: أى أموالنا أفضل؟- قال: الحرث، و قيل:

يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فالابل؟- قال: تلك عناجيج الشياطين، العنجوج يعطف عنقه لطولها في كل جهة و يلويها ليا و راكبه يعنجها إليه بالعنان و الزمام يريد أنّها مطايا الشياطين و منه قوله إن على ذروة كل بعير شيطانا، و قال في النهاية: «و لا يأتي خيرها إلّا من جانبها الاشأم» يعنى الشمال و منه قولهم لليد الشمال الشومى تأنيث الاشأم يريد بخيرها لبنها لأنّها إنّما تحلب و تركب من جانبها الايسر (انتهى) و قال الجوهريّ:

«الوحشى الجانب الايمن من كل شي‌ء هذا قول أبى زيد و أبى عمرو؛ قال عنترة.

«و كأنّما تناى بجانب دفها

الوحشى من هزج العشى مؤوّم»

و إنّما تناى بالجانب الوحشى لأن سوط الراكب بيده اليمنى؛ و قال الراعي:

«فمالت على شق وحشيها

و قد ريع جانبها الايسر»

و يقال: ليس من شي‌ء يفزع إلّا مال على جانبه الايمن لان الدابّة لا تؤتى من جانبها الايمن و إنّما تؤتى في الاحتلاب و الركوب من جانبها الايسر فانما خوفه منه و الخائف إنّما يفر من موضع المخافة إلى موضع الامن و كان الأصمعى يقول: الوحشى الجانب الايسر من كل شي‌ء؛ و في المصباح المنير: الوحشى من كل دابة الجانب الايمن قال الازهرى: قال أئمة العربية: الوحشى من جميع الحيوان غير الإنسان الجانب الايمن و هو الذي يركب منه الراكب و لا يحلب منه الحالب و الانسى الجانب الآخر و هو الايسر و روى أبو عبيد عن الأصمعى أن الوحشى هو الذي يأتي منه الراكب و لا يحلب منه الحالب لأن الدابّة تستوحش عنده فتفر منه إلى الجانب الأيمن؛ قال الازهرى: و هو غير صحيح عندي، قال ابن الأنباري: و يقال: ما من شي‌ء يفزع إلّا مال إلى جانبه الايمن لأن الدابّة إنّما تؤتى للحلب و الركوب من الجانب الايسر فتخاف منه فتفر من موضع المخافة و هو الجانب الايسر إلى موضع الامن و هو الجانب الايمن فلهذا قيل:

الوحشى الجانب الايمن (انتهى)

نام کتاب : المحاسن نویسنده : البرقي، ابو جعفر    جلد : 2  صفحه : 647
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست