نام کتاب : الغدير نویسنده : العلامة الأميني جلد : 7 صفحه : 352
وذكرت ديـنا لا محـالة إنه * من خـير أديان البرية دين[1]
فرجعت قريش على أبي طالب بالعتب والاستعطاف وهو لا يحفل بهم ولا يلتفت إليهم .
قال الأميني: هذا الشيخ الأبطح يروقه أن يضحي كل قومه دون نبي الاسلام وقد تأهب لأن يطأ القوميات كلها والأواصر المتشجة بينه وبين قريش بأخمص الدين .
فحياها الله من عاطفة إلهية، وآصرة دينية هي فوق أواصر الرحم .
- 6
أبو طالب في بدء الدعوة
لما نزلت: وأنذر عشيرتك الأقربين[2]. خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فصعد على الصفا فهتف: يا صباحاه. فاجتمعوا إليه، فقال: أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح الجبل أكنتم مصدقي ؟ قالوا: نعم ما جربنا عليك كذبا. قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد.
فقال أبو لهب: تبا لك، أما جمعتنا إلا لهذا ؟ ثم أحضر قومه في داره فبادره أبو لهب وقال: هؤلاء هم عمومتك وبنو عمك فتكلم ودع الصبأة[3] و اعلم أنه ليس لقومك بالعرب قاطبة طاقة، وأن أحق من أخذك فحبسك بنو أبيك و إن أقمت ما أنت عليه فهو أيسر عليهم من أن ينب لك ؟ ؟ وتمدهم العرب فما رأيت أحدا جاء على بني أبيه بشر مما جئتم به. فسكت رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ولم يتكلم .
ثم دعاهم ثانية وقال: الحمد لله أحمده وأستعينه واومن وأتوكل عليه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
ثم قال: إن الرائد لا يكذب أهله، والله الذي لا إله إلا هو إني رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس عامة، والله لتموتن كما تنامون ، ولتبعثن كما تستيقظون، ولتحاسبن بما تعملون، وانها الجنة أبدا والنار أبدا .
فقال أبو طالب: ما أحب إلينا معاونتك، واقبلنا لنصيحتك، وأشد تصديقنا لحديثك، وهؤلاء بنو أبيك مجتمعون وإنما أنا أحدهم غير أني أسرعهم إلى ما تحب ، فامض لما أمرت به، فوالله لا أزال أحوطك وأمنعك، غير أن نفسي لا تطاوعني على