وهمـا اللذان إذا أقـامـا دولـة * دانـت وكـان لأمـرها استـمـرار
وإذا همـا افتـرقا ولم يتـناصـرا * عـز الـعـدو وذلـت الأنـصـار
يا خـير مـن نقـضت له عقد الحبى * وغـدا إليـه النـقـض والإمـرار
ومضـت أوامـره المطاعة حسب ما * يقـضـى بـه الايـراد والاصـدار
20 إن الكـفالة والـوزارة لـم يزل * يـومى إليـك بفضلهـا ويـشـار
كـانت مسافـرة إليك وتعبد الأخطار * مـا لـم تـركـب الأخـطـار
حتـى إذا نـزلت عـليك وشاهـدت * ملكـا لـزند المـلـك مـنـه أوار
ألقـت عـصاها فـي ذراك وعريت * عـنها الـسروج وحـطت الأوكـار
لله سيـرتك التـي أطلـقـتـهـا * وقـيـودها التـأريخ والأشـعـار
25 جلـت فصـلى خاطري في مدحها * وكبـت ورائـي قـرح ومـهـار
والخـيل لا يـرضيك منـها مخـبر * إلا إذا مـا لـزهـا المـضـمـار
ومـدائحـي ما قد عـلمت وطالـما * سبقـت ولـم يبـلل لهـن عـذار
إن أخـرتني عـن جـنابك محنـة * بأقـل منـها تـبـسـط الأعـذار
فلـدي مـن حـسن الولاء عـقيدة * يـرضيك منـها الجـهر والأسـرار
وقال يرثيه ويمدح ولده الملك الناصر العادل بن الصالح أنشدها في مشهده بالقرافة في شعبان سنة سبع وخمسين وخمسمائة:
أرى كـل جمع بالردى يتفرق * وكـل جـديد بالبلـي يتمزق
وما هذه الاعمار إلا صحائف * تـؤرخ وقتا ثم تمحى وتمحق
ومنها:
ولمـا تقـضى الحول إلا لياليا * تضاف إلى الماضي قريبا وتلحق
وعجنا بصحراء القرافة والأسى * يغـرب فـي أكبـادنا ويشرق
5 عقدنا على رب القوافي عقائلا * تغـر إذا هـانت جيـاد وأينق
وقلنا له: خذ بعض ما كنت منعما * بـه وقـضاء الحق بالحر أليق
عـقـود قواف من قوافيك تنتقي * ودر معـان مـن معانيك يسرق
نثـرنا على حصباء قبرك درها * صحيحا ودر الدمع في الخد يفلق
ويقول فيها: