نام کتاب : الرسائل العشر نویسنده : ابن فهد الحلي جلد : 1 صفحه : 442
«يا إلهي أنت أنعمت علي بكذا و هديتني بمعرفة كذا، و أسبغت علي من
نعمك و رافعت عني من البلاء كذا و كذا و سترت علي كذا و كذا أنت الذي أنت الذي و
هكذا حتى تأخذ غايتك».
ثمَّ تقول:
«فلك الحمد كثيرا، و لك المن فاضلا، و أنا يا سيدي عبدك المسرف على نفسه المستخف
بحرمة ربه، و أنا الفاعل كذا و كذا» ثمَّ تذكر ذنوبك كبيرها و صغيرها.
ثمَّ تقول:
«يا رب و لو لا عصمتك إياي و شمول ألطافك بي لكان منى أعظم ما ذكرت، فأوضع مما
عددت أنا يا مولاي الذي لم يتجدد ذلك علي نعمة إلا شهدت علي بمعصية، و أنت يا سيدي
الذي لم تزل نعمك علي في تزايد و ترادف أوقرتنى بالنعماء و أوقرت نفسي ذنوبا».
ثمَّ تجتهد
على البكاء غاية الجهد، و ان بلغ قلبك في القساوة و الجمود الى عدم التحريك بذلك،
فذكر نفسك الخبيثة بالنار و قل لها: ان لم تسمحي اليوم بالدموع سمحت غدا بالصديد و
الدم.
أو ما سمعت
ان العبد يؤمر به الى النار، فيمضي مع الملائكة ليدعوه في النار دعا، فيقول لهم:
ملائكة ربي أمهلوني أبكي على نفسي، فيبكي دما و صديدا فيقولون له: قد كان يكفيك
بعض هذا في الدنيا.
ثمَّ تذكر
حوائجك و مهماتك، و ان طاش[1] عقلك في تلك الحال
بالبكاء و ذهب لبك بالخوف عن المسألة و الدعاء، فاستغرق فيه و اغتنمه، وليتك قشرت
في دمعتك فتموت من ساعتك، فتكون من أسعد الشهداء.
و لقد مات
همام صاحب أمير المؤمنين عليه السّلام في صعقة عند سماع الموعظة