نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 307
دين الله ، وبفقير
صابر ، فإذا كتم العالم علمه ، وبخل الغني ، ولم يصبر الفقير فعندها الويل والثبور
، وعندها يعرف العارفون بالله أن الدار قد رجعت إلى بدئها أي الكفر بعد الإيمان ،
أيها السائل فلا تغترن بكثرة المساجد وجماعة أقوام أجسادهم مجتمعة وقلوبهم شتى ،
أيها السائل إنما الناس ثلاثة : زاهد وراغب وصابر ، فأما الزاهد فلا يفرح بشيء من
الدنيا أتاه ولا يحزن على شيء منها فاته ، وأما الصابر فيتمناها بقلبه ، فإن أدرك
منها شيئا صرف عنها نفسه لما يعلم من سوء عاقبتها ، وأما الراغب فلا يبالي من حل
أصابها أم من حرام ، قال له : يا أمير المؤمنين فما علامة المؤمن في ذلك الزمان؟
قال : ينظر إلى ما أوجب الله عليه من حق فيتولاه وينظر إلى ما خالفه فيتبرء منه
وإن كان حميما قريبا ، قال : صدقت والله يا أمير المؤمنين ثم غاب الرجل فلم نره ،
فطلبه الناس فلم يجدوه ، فتبسم علي عليهالسلام
على المنبر ثم قال : ما لكم هذا أخي الخضر عليهالسلام.
ثم قال : سلوني قبل أن تفقدوني فلم يقم
إليه أحد ، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه صلىاللهعليهوآله
، ثم قال للحسن عليهالسلام
: يا حسن قم فاصعد المنبر فتكلم بكلام لا تجهلك قريش من بعدي فيقولون : إن الحسن
بن علي لا يحسن شيئا ، قال الحسن عليهالسلام
: يا أبت كيف أصعد وأتكلم وأنت في الناس تسمع وترى ، قال له : بأبي وأمي أواري
نفسي عنك وأسمع وأرى وأنت لا تراني ، فصعد الحسن عليهالسلام
المنبر فحمد الله بمحامد بليغة شريفة ، وصلى على النبي صلىاللهعليهوآله صلاة موجزة ، ثم قال : أيها الناس سمعت
جدي رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول : أنا مدينة العلم وعلي بابها وهل تدخل المدينة إلا من بابها ، ثم نزل فوثب
إليه علي عليهالسلام فحمله وضمه
إلى صدره ، ثم قال للحسين عليهالسلام
: يا بني قم فاصعد المنبر وتكلم بكلام لا تجهلك قريش من بعدي فيقولون : إن الحسين
بن علي لا يبصر شيئا ، وليكن كلامك تبعا لكلام أخيك ، فصعد الحسين عليهالسلام المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على
نبيه صلىاللهعليهوآله صلاة موجزة
، ثم قال : معاشر الناس سمعت جدي رسول الله صلىاللهعليهوآله
وهو يقول : إن عليا هو مدينة هدى فمن دخلها نجا ومن تخلف عنها هلك ، فوثب
نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 307