نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 308
إليه علي فضمه إلى
صدره وقبله ، ثم قال : معاشر الناس اشهدوا أنهما فرخا رسول الله صلىاللهعليهوآله ووديعته التي استودعنيها وأنا
أستودعكموها ، معاشر الناس ورسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
سائلكم عنهما.
٢ ـ حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران
الدقاق رحمهالله قال : حدثنا
محمد ابن أبي عبد الله الكوفي ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي ، قال :
حدثني الحسين بن الحسن ، قال : حدثنا عبد الله بن داهر قال : حدثني الحسين بن يحيى
الكوفي ، قال : حدثني قثم بن قتادة ، عن عبد الله بن يونس ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : بينا أمير المؤمنين عليهالسلام يخطب على منبر الكوفة إذ قام إليه رجل
يقال له : ذعلب ذرب اللسان ، بليغ في الخطاب شجاع القلب ، فقال : يا أمير المؤمنين
هل رأيت ربك؟ فقال : ويلك يا ذعلب ما كنت أعبد ربا لم أراه ، قال : يا أمير
المؤمنين كيف رأيته؟ قال : ويلك يا ذعلب لم تره العيون بمشاهدة الأبصار ، ولكن
رأته القلوب بحقائق الإيمان ، ويلك يا ذعلب إن ربي لطيف اللطافة فلا يوصف باللطف ،
عظيم العظمة لا يوصف بالعظم ، كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر ، جليل الجلالة لا
يوصف بالغلظ ، قبل كل شيء فلا يقال : شيء قبله ، وبعد كل شيء فلا يقال : شيء بعده
شائي الأشياء لا بهمة دراك لا بخديعة ، هو في الأشياء كلها غير متمازح بها ولا
بائن عنها ، ظاهر لا بتأويل المباشرة ، متجل لا باستهلال رؤية ، بائن لا بمسافة ،
قريب لا بمداناة ، لطيف لا بتجسم ، موجود لا بعد عدم ، فاعل لا باضطرار ، مقدر لا
بحركة ، مريد لا بهمامة ، سميع لا بآلة ، بصير لا بأداة ، لا تحويه الأماكن ، ولا
تصحبه الأوقات ، ولا تحده الصفات ، ولا تأخذه السنات ، سبق الأوقات كونه ، والعدم وجوده
، والابتداء أزله ، بتشعيره المشاعر عرف أن لا مشعر له ، وبتجهيره الجواهر عرف أن
لا جوهر له ، وبمضادته بين الأشياء عرف أن لا ضد له ، وبمقارنته بين الأشياء عرف
أن لا قرين له ، ضاد النور بالظلمة ، والجسو بالبلل ، والصرد بالحرور ، مؤلف بين
متعادياتها ، مفرق بين متدانياتها ، دالة بتفريقها على مفرقها وبتأليفها على
مؤلفها ، وذلك قوله عزوجل : (ومن كل شيء
خلقنا زوجين
نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 308