نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 306
بالبعد ، ولا
بالحركة ، ولا بالسكون ، ولا بالقيام قيام انتصاب ، ولا بجيئه ولا بذهاب ، لطيف
اللطافة لا يوصف باللطف ، عظيم العظمة لا يوصف بالعظم ، كبير الكبرياء لا يوصف
بالكبر ، جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ ، رؤوف الرحمة لا يوصف بالرقة مؤمن لا
بعبادة ، مدرك لا بمجسة ، قائل لا باللفظ ، هو في الأشياء على غير ممازجة. خارج
منها على غير مباينة ، فوق كل شيء فلا يقال : شيء فوقه ، وأمام كل شيء فلا يقال :
له أمام ، داخل في الأشياء لا كشئ في شيء داخل ، وخارج منها لا كشئ من شيء خارج ،
فخر ذعلب مغشيا عليه ، ثم قال : تالله ما سمعت بمثل هذا الجواب ، والله لا عدت إلى
مثلها.
ثم قال : سلوني قبل أن تفقدوني ، فقام
إليه الأشعث بن قيس ، فقال : يا أمير المؤمنين كيف يؤخذ من المجوس الجزية ولم ينزل
عليهم الكتاب ولم يبعث إليهم نبي؟ قال : بلى يا أشعث قد أنزل الله عليهم كتابا
وبعث إليهم رسولا ، حتى كان لهم ملك سكر ذات ليلة فدعا بابنته إلى فراشه فارتكبها
، فلما أصبح تسامع به قومه فاجتمعوا إلى بابه ، فقالوا : أيها الملك دنست علينا
ديننا وأهلكته فاخرج نطهرك ونقم عليك الحد ، فقال لهم : اجتمعوا واسمعوا كلامي فإن
يكن لي مخرج مما ارتكبت ، وإلا فشأنكم ، فاجتمعوا فقال لهم : هل علمتم أن الله لم
يخلق خلقا أكرم عليه من أبينا آدم وأمنا حواء؟ قالوا : صدقت أيها الملك ، قال :
أفليس قد زوج بنيه من بناته وبناته من بنيه؟ قالوا : صدقت هذا هو الدين فتعاقدوا
على ذلك ، فمحا الله ما في صدروهم من العلم ، ورفع عنهم الكتاب ، فهم الكفرة
يدخلون النار بلا حساب ، والمنافقون أشد حالا منهم ، قال الأشعث : والله ما سمعت
بمثل هذا الجواب ، والله لا عدت إلى مثلها أبداً.
ثم قال : سلوني قبل أن تفقدوني ، فقام
إليه رجل من أقصى المسجد متوكئا على عصاه ، فلم يزل يتخطى الناس حتى دنا منه فقال
: يا أمير المؤمنين دلني على عمل أنا إذا عملته نجاني الله من النار ، قال له :
اسمع يا هذا ثم افهم ثم استيقن ، قامت الدنيا بثلاثة : بعالم ناطق مستعمل لعلمه ،
وبغني لا يبخل بماله على أهل
نام کتاب : التّوحيد نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 306