(قوله أعلى اللّه مقامه): و
إن كان ما سنذكره في محمد بن سنان عنه ربما يأبى عنهما[1]
لكن يمكن العلاج.
ربما
يكون وجه الإباء منافاة توثيق المفيد- رحمه اللّه- في (الإرشاد) لتضعيفه في رسالته
في الرد على الصدوق- رحمه اللّه- في أن رمضان لا ينقص، مستدلا بحديث حذيفة بن
منصور عن مولانا أبي عبد اللّه- عليه السلام- قال: «شهر رمضان لا ينقص أبدا» فانه
قال في رده «و هذا حديث شاذ نادر غير معتمد عليه في طريقه محمد بن سنان و هو مطعون
فيه لا تختلف العصابة في تهمته و ضعفه، و ما كان هذا سبيله لم يعمل عليه في الدين»
إنتهى.
و
حينئذ فلعل ذلك يقضي بعدم الوثوق بتلك التوثيقات لكشفها عن عدم التثبت و عدم
التروي على الوجه الأكمل، فعلى هذا لا خصوصية لتوثيقات (الإرشاد) بل المدار على
التثبت و عدمه، و وجه العلاج إمكان عدول المفيد- رحمه اللّه- عما في الرسالة أو
ارادة الإلزام على الصدوق- رحمه اللّه- بما لعله يعتقده من ضعف محمد بن سنان، و
اللّه أعلم.
(قوله
أعلى اللّه مقامه): و في العلة نظر، فتأمل.
أما
وجه النظر فلأن اختصاص المفيد- رحمه اللّه- بتوثيق جماعة دون كتب الرجال كاختصاص
بعض كتب الرجال به دون سائرها، فكما
[1] يعني عن القوة و الاعتماد، راجع: التعليقة للوحيد(
ص 11) طبع ايران.( المحقق)