لو قبل به كان إفادته لهذا
المعنى، مما لا إشكال به، و لعل غرض شيخنا- أعلى اللّه مقامه- أنه لو سلمنا كون
هذه اللفظة بمنزلة ما ذكرت من أنه ليس بحيث يوثق به وثوقا تاما فمن أين يثبت ما
ادعيت و استظهرت من المدح في الجملة؟ و غاية اللفظ المذكور نفي الأعلى، و الأمر
هيّن.
(قوله
أعلى اللّه مقامه): و كذا أسباب الرجحان، فتأمل.
لعل
الأمر بالتأمل إشارة إلى دفع ما يقال: من أنه لا ثمرة في تفاوت المراتب في
المقامين، أعني الرجحان و المرجوحية بعد أن لم يكن الخبر حجة بان الثمرة تظهر في
مقام التعارض، فيقدم الراجح من جميع الجهات على المرجوح و لو من بعض الجهات، و لو
تعارضت جهات الرجحان و المرجوحية قدم الأقوى في الرجحان دون الأضعف فيه، و ترك
الأشد في المرجوحية، و قدّم الأهون و الأسهل فيها، و هذا هو الضابط الذي يرجع اليه
في سائر موارده، و لا خصوصية لظن دون آخر بل مطلق الظن معتبر في باب التراجيح (كما
حررناه في رسالة مستقلة) و اللّه أعلم.
(قوله
أعلى اللّه مقامه): و منها قولهم قطعي
هذا
الوصف ذكره غير واحد من علماء الرجال في ترجمة الحسين بن محمد بن الفرزدق،
كالعلامة في الخلاصة، و النجاشي، و في (الايضاح)- بعد ذكر الاسم و النسبة إلى الأب
و الجدّ و جدّ الأب و هو (بجير) مع الضبط بضم الباء المنقطة تحتها نقطة و فتح
الجيم و إسكان الياء و الراء أخيرا- قال: