(قوله أعلى اللّه مقامه): و
ربما يقال بايمائه إلى عدم الوثوق، و لعله ليس كذلك فتأمل.
اما
وجه إيمائه الى عدم الوثوق فلبناء الفعل على المجهول، فانه ربما يشعر بعدم
الاعتناء، و عدم الاعتداد به، و أنه ليس ممن يعتنى بروايته بل هو مهجور متروك ساقط
من الأعين، و لكن قد يتفق الرواية عنه و يمكن أن يقال بانه إن لم يدل على المدح
المعتد به أو في الجملة فلا دلالة فيه على عدم الوثوق، كما قد يقال، بل الظاهر
دلالته على المدح، و هذا معنى قوله: «و لعله ليس كذلك» الخ.
(قوله
أعلى اللّه مقامه): و الأول أظهر إن ذكر مطلقا
وجه
كون الأول أظهر نسبة الضمير- أعنى به- إلى نفسه، فيفيد كونه في مذهبه لا بأس به، و
وجه الثاني أن نظر الرجال إنما هو إلى الروايات حين ملاحظة مذهبه بتوقف أصل
الاعتبار و الحجية عليه او الترجيح لو قلنا باعتبار غير العدل الإمامي عليه، و
حينئذ فيكون المستفاد بواسطة ذلك أنه لا بأس برواياته.
(أقول)
و لعل الأظهر من قولهم: (لا بأس به) مع الإطلاق و عدم التقييد بنفسه و غيرها،
إرادة نفي البأس من جميع الوجوه كما يقتضيه كون النكرة في سياق النفي، و لعله لذا
قبل بافادة التوثيق، كأنهم رأوا أن نفي البأس عنه إنما كان من حيث النقل و الرواية
لأن كلامهم