[الفائدة السادسة عشرة في أنه
قد يدخل في بعض الأسانيد من لم يصرح فيه بتعديل و توثيق و لا بجرح و تضعيف]
(الفائدة
السادسة عشرة) إعلم أنه قد يدخل في بعض الأسانيد من لم يصرح فيه بتعديل و توثيق و
لا بجرح و تضعيف غير أن بعض الأعاظم من علمائنا يظهر منه الاعتناء بشأنه و يكثر
الرواية عنه أو يترحم عليه أو يترضى عنه، كما اتفق للصدوق- رحمه اللّه- ذلك في بعض
من يروي عنه و لم يكن حاله معروفا من غير هذه الجهة، أو يقدح في سند رواية من غير
جهته و هو في طريقها و لا اشكال و لا ريب في إفادة ذلك مدحا يعتد به، بل ربما يبلغ
هذا و امثاله حد التوثيق فيكون الخبر من جهة ذلك الراوي صحيحا، كما لو زكاه
العدلان أو العدل الواحد، بل قد تتكثر الإمارات و تتراكم الظنون فيحصل من ذلك ظن
بعدالته، كما صرح به الشيخ البهائي في كتابه (مشرق الشمسين) حيث قال- أعلى اللّه
مقامه- قد يدخل في أسانيد بعض الأحاديث من ليس له ذكر في كتب الجرح و التعديل بمدح
و لا قدح غير أن أعاظم علمائنا المتقدمين- قدس اللّه أرواحهم- قد اعتنوا بشأنه و
أكثروا الرواية عنه، و أعيان مشايخنا المتأخرين- طاب ثراهم- قد حكموا بصحة روايات
هو في سندها، و الظاهر أن هذا القدر كاف في حصول الظن بعدالته» انتهى[1].
(قلت)
فان لم يحصل الظن بعدالته فيحصل الظن بوثاقته من جهة الخبر، أعني كونه موثوقا
بصدقه، ضابطا في النقل، متحرزا عن الكذب و ذلك كاف في الخبر، إذ الشرط في قبوله
عندنا هو هذا، و الغرض أنه لا يقطع النظر عن الراوي بمجرد عدم النص عليه بجرح أو
تعديل