responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح أصول فقه نویسنده : الجواهري، محمد حسن    جلد : 1  صفحه : 87

............................................................................
ـ

إذا اتّضح هذا فالواضع قد يتصوّر الجزئي، ولكن يصرِف تصوّره عمّا يمتاز به هذا الجزئي ويخصّه بما يشترك به مع سائر الجزئيات، ومثاله أن يتصوّر الواضع زيداً ثمّ ينتزع منه الخصوصيات الفردية المتعلّقة به، ويخصّ تصوّره بما يشترك به زيد مع سائر الجزئيات من قبيل «الحيوان الناطق» فيضع لفظ «الإنسان» لهذا اللحاظ الخاص.

لكن يرجع هذا النوع من التصوّر في الواقع إلى الوضع العامّ والموضوع له العام؛ لأنّ المعنى المتصوّر بعد تجريده عن خصوصياته الفردية وتصوّر القاسم المشترك بين الجزئيات يكون كلّياً لا جزئياً؛ وذلك لصدق هذا القاسم المشترك على كثيرين، وقد تقدّم إمكان هذا القسم عقلاً ووقوعه في عالم الخارج، نعم الوصول إلى هذا التصوّر الكلّي كان عن طريق تصوّر الجزئي أوّلاً، ففي الواقع إنّ الواضع جعل الجزئي «وهو زيد» جسراً للوصول إلى تصوّر الكلّي وهو «الحيوان الناطق».

تنبيهان:

التنبيه الأوّل: يكمن الفرق بين هذا التصوّر للعامّ مع تصوّر العامّ في القسم الثاني، وهو «الوضع عامّ والموضوع له عامّ» في طريقة الوصول إلى تصوّر الكلّي، فيكون تصوّر الكلّي في القسم الثاني تصوّراً بالمباشر ومن دون وساطة شيء ما، وأمّا تصوّر الكلّي في المقام فيكون عن طريق تصوّر الجزئي أوّلاً، ثمّ تجريده عن الخصوصيات الفرديّة، ومن بعد ذلك يتمّ تصوّر الكلّي

نام کتاب : شرح أصول فقه نویسنده : الجواهري، محمد حسن    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست