responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح أصول فقه نویسنده : الجواهري، محمد حسن    جلد : 1  صفحه : 82

الخصوصيّة الثالثة: إنّ تصوّر الكلّي تصوّر لأفراده بالإجمال بخلاف الجزئي، ومثال ذلك، تصوّر الإنسان بأنّه حيوان ناطق، فهو تصوّرٌ إجماليّ لجميع هذه الأفراد بما أنّها تنطوي تحت عنوان الإنسان وليست هي شيئاً خارجاً عنه، وليس هو تصوّراً تفصيليّاً لجميع صفات هذه الأفراد وخصائصها وحالاتها.

وإذا اتّضح هذا، فإنّ المقصود من تصوّر الشيء بوجهه هو تصوّره إجمالاً بواسطة عنوان عامّ يكون حاكياً عنه، ومثال ذلك هو وضع الحروف، فمثلاً عند إرادة الواضع وضع حرف «من» لمعنى محدّد فإنّه يتصوّر أوّلاً معنى كلّياً يكون عنواناً لذلك المعنى المحدّد وحاكياً عنه وهو «الابتداء»، ثمّ يضع لفظ »من« على أفراد هذا المعنى الكلي المتصوّر، أعني: أفراد «الابتداء»، ولا يضعه لنفس المعنى الكلّي، وعليه فيكون معنى «من» هو ذلك الفرد الخاصّ من الابتداء في سرت من الدار، وفي سرت من المدرسة وهكذا، وهذه الأفراد في الواقع قد تمّ تصورها إجمالاً بواسطة عنوان «الابتداء» الذي يكون حاكياً عنها، فيكون تصوّراً لهذه الأفراد بوجهها، لا بنفسها، وسيأتي توضيح سلوك الواضع لهذا الطريق في الوضع، ولماذا لم يضع لفظ «من» لمفهوم «الابتداء» في بادئ الأمر .

نام کتاب : شرح أصول فقه نویسنده : الجواهري، محمد حسن    جلد : 1  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست