2ـ الشكّ في المراد منه بعد فرض العلم بالوضع كأن يُشكّ في أنّ
المتكلّم أراد بقوله: «رأيت أسداً» معناه الحقيقي أو معناه المجازي، مع العلم بوضع
لفظ «الأسد» للحيوان المفترس(2)، وبأنّه غير موضوع للرجل الشجاع.
أما النحو الأوّل: فقد كان البحث السابق معقوداً لأجله، لغرض
بيان العلامات المثبتة للحقيقة أو المجاز، أي: المثبتة للوضع أو عدمه، وهنا نقول:
إنّ
الرجوع إلى تلك العلامات(3) وأشباهها ـ كنصّ أهل اللغة(4) ـ أمر لا بدّ
1)
ويصطلح عليها أيضاً بـ«الأصول المراديّة».
2) تنبيه:
إنّ هذا التعبير من الأخطاء الشائعة؛ لأنّ المعنى الحقيقي للأسد هو
الحيوان المعهود، أمّا «الحيوان المفترس» فهو ماهيّة المعنى، ولا علاقة للغوي
بماهيّة الأشياء؛ لأنّ اختصاصه يتمحور حول فهم معاني الألفاظ، وأمّا البحث عن
ماهيّة الأشياء فهو من اختصاص الفلاسفة.
3) أي: العلامات الثلاثة المتقدّمة، وهي: التبادر،
وصحّة الحمل وعدم صحّته، والاطراد.
4) هذه علامة رابعة ذكرها المصنف ; لتعيين المعنى
الموضوع له، وهي