responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح أصول فقه نویسنده : الجواهري، محمد حسن    جلد : 1  صفحه : 109

ومن هنا يُشبّه كلّ أمر غير مستقل(1) بالمعنى الحرفي.

الأمر الثاني: احتياج هذا المعنى عند تصوّره إلى الغير أيضاً، فمن دون تصوّر الموضوع والمحمول في الجملة ـ والذي يعبّر عنهما بـ«طرفي النسبة» ـ لا يمكن تصوّر معنى الحرف أصلاً، بخلاف العرض والجوهر، فلا يُحتاج عند تصوّرهما إلى الغير؛ لأنّ معناهما مستقلّ قابل للتصوّر بنفسه، ومثال ذلك تصوّر «زيد» و«الضرب» في الذهن بشكل مستقلّ، بأن يتصوّر «زيد» بخصوصياته ويتصوّر «الضرب» كذلك.

نعم يفترق الجوهر عن العرض في الوجود الخارجي ـ كما تقدّم ـ إذ الجوهر لا يحتاج في عالم الخارج إلى موضوع يعرض عليه بخلاف العرض، فإنّه يحتاج إلى موضوع يعرض عليه[92].

1) بمعنى أنّ كلّ أمر يحتاج في وجوده إلى علّة تُوجده يصطلح عليه الفلاسفة بأنّه «معنى حرفي»، فهو ليس مستقلّاً من جهة أنّه معلول لغيره، فكلّ وجود يكون معلولاً للغير يشبّه بالمعنى الحرفي، فيتضمّن هذا الاصطلاح الجوهر والعرض والنسبة؛ لأنّ كلّاً منها يحتاج في وجوده إلى الغير.

وليس المقصود من هذا التشبيه بغير المستقلّ ما اصطلح عليه الأصوليون من عدم وقوعه موضوعاً في الجملة أو محمولاً فيها؛ لأنّ هذا التشبيه فلسفي، فيتحتّم علينا فهم مقصود الفلاسفة منه، فتأمّل.



[92] المحاضرات 1: 68 قوله: القسم الرابع: الوجود الرابط في مقابل...

نام کتاب : شرح أصول فقه نویسنده : الجواهري، محمد حسن    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست