نام کتاب : الواضح في شرح العروة الوثقى - ط آل البيت نویسنده : الجواهري، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 72
وكذا كفّارة الصيد [1] إذا صاد الصبي ، وأما الكّفارات الاُخر المختصة بالعمد فهي أيضاً على الولي أو في مال الصبي ، أو لا يجب الكّفارة في غير الصيد لأن عمد الصبي خطأ ، والمفروض أن تلك الكفارات لا تثبت في صورة الخطأ ؟ وجوه لا يبعد قوّة الأخير . إمّا لذلك وإمّا لانصراف أدلّتها عن الصبي ، لكن الأحوط تكفّل الولي ، بل لا يترك هذا الاحتياط ، بل هو الأقوى لأن قوله 7 : « عمد الصبي خطأ » مختص بالديات ، والانصراف ممنوع وإلاّ فيلزم الالتزام به في الصيد أيضاً .
ويدل على ذلك أيضاً موثقة إسحاق بن عمار قال : « سألت أبا عبد الله 7 عن غلمان لنا دخلوا معنا مكة بعمرة وخرجوا معنا إلى عرفات بغير إحرام ، قال : قل لهم : يغتسلون ثمّ يحرمون ، واذبحوا عنهم كما تذبحون عن أنفسكم » ( 1 ) وهي واضحة الدلالة على أن الذبح على الكبار الذي تكفلوا أمر الصبيان [2] . وأما صحيحة معاوية بن عمار عن أبي عبد الله 7 : « انظروا من كان معكم من الصبيان فقدموه إلى الجحفة أو إلى بطن مر ، ويصنع بهم ما يصنع بالمحرم ، ويطاف بهم ويرمى عنهم ، ومن لم يجد الهدي فليصم عنه وليّه » [3] المشعرة بأن الهدي من مال الصبي ، فبقرينة المعتبرتين المتقدمتين يحمل قوله 7 : « ومن لم يجد الهدي » على الأولياء لأن الوظيفة وظيفة الولي ، ووجدان الولي وجدان الطفل ، فكل من لم يجد الهدي منهم باعتبار عدم وجدان وليه فليصم عنه وليّه ، وبما أن الصوم وظيفة الولي فكذلك الذبح الذي يكون الصوم بدله . ( 1 ) يقع الكلام تارة في كفارة الصيد ، واُخرى في بقية الكفارات . أما كفارة الصيد فالمشهور والمعروف أنها واجبة على الولي ، وتدل عليه صحيحة زرارة المتقدمة « وإن قتل صيداً فعلى أبيه » ولا خصوصية للأب لأن الوجوب عليه إنما هو بما أنه حاج بالصبي والوجوب على من حج به ، فالكفارة على الولي العرفي أباً كان أو عماً أو أجنبياً . ونسب إلى العلاّمة [4] أن الكفارة من مال الطفل نفسه لأنها كبقية اتلافاته .
بدل الهدي . ومن هنا يمكن أن يقال : إن الاُولى في ردّ اعتبار إذن الولي الشرعي التعليل بعدم كون الهدي على المميز بل على وليه العرفي . وإن في صورة الاذن من الولي الشرعي أيضاً الأمر كذلك ، ولا يكون الهدي من مال الصبي .
[1] الوسائل ج 11 : 287 باب 17 من أبواب وجوب الحجّ ح 2 .
[2] وهي وإن لم تكن واردة في خصوص الصبي غير المميز الذي يحج به الولي ، بل هي واردة في الصبي المميز ، لكن تدل على كون الذبح على الولي في غير المميز بطريق أولى ، إن لم تكن دالة عليه بمقتضى الاطلاق . ودعوى أن الغلمان قد يطلق على العبد صحيحة ، ولكنه اطلاق مجازي لا يصار إليه إلاّ بقرينة ، ولا قرينة على ذلك في المقام أصلاً ، فدعوى عدم دلالة الرواية على المطلب لذلك واهية .
[3] الوسائل ج 11 : 287 باب 17 من أبواب وجوب الحجّ ح 3 .