responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الواضح في شرح العروة الوثقى - ط آل البيت نویسنده : الجواهري، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 30


ومع التنزل وملاحظة الشواهد نقول : أما الشاهد الأوّل وهو قوله إن الشهر القمري مقياس زمني تداوله العرب قبل الإسلام ، وإنما اتخذ العرب الأشهر القمرية المقياس الأساس عندهم لحساب الأيام ولم يعتمدوا في ذلك على الأشهر الشمسية لأن الاعتماد على الأشهر القمرية يناسب حالهم من حيث إن معرفته لا تحتاج إلى الحساب بخلاف الأشهر الشمسية ، كما أنه يناسب حالهم من حيث مناطقهم التي تكون السماء فيها في غالب أيام السنة صحواً مما يتيح معرفة أيام الشهر بالنظر إلى حال القمر في الليل بكل سهولة ، والمنسجم مع اعتمادهم على الأشهر القمرية دون الشمسية هو أن تكون العبرة عندهم في ابتداء الشهر في كل مكان بقابلية الهلال للرؤية في ذلك المكان ، وأما جعل المعيار هو ظهور الهلال وقابليته للرؤية في مكان ما ولو في بلاد الروم أو الفرس أو في بعض البحار بحيث يكون مشتركاً معهم في الليل فهو لا ينسجم مع ما ذكر في وجه اعتمادهم على الأشهر القمرية ، ولمّا جاء الإسلام الحنيف أقرهم على اعتمادهم على الأشهر القمرية بقوله : ( يَسْألونَكَ عَنِ الاَْهِلَّةِ . . . ) وقد بنى الشارع مختلف أحكامه وتشريعاته على حساب الشهور القمرية ، ولم يرد عنه ما يفي بالردع عما جرت عليه سيرة الناس فيما هو المعيار في بداية الشهر القمري .
أقول : ان اعتماد العرب قبل الإسلام على الأشهر القمرية وكونها هي المقياس الأساس عندهم لحساب الأيام ، إن لم يكن خلاف قول القائل المتقدم - ولأجل هذه المناسبة تعرضنا لبحث وحدة الأفق هنا - حيث قال في ردّ من قال بعدم كون النسيء المعمول به عند أهل الجاهلية مبنياً على حساب السنة بالشهر الشمسية وبعدم معرفة العرب بالحساب الشمسي - وهو ما ذكر في تفصيل الشريعة في شرح تحرير الوسيلة كتاب الحجّ 1 : 19 - قال القائل المذكور في ردّه في بحث مفصل : إن الاعتراض بأن العرب لم يكن النسيء عندهم مبنياً على الحساب الشمسي ولم تكن العرب تعرف الحساب الشمسي غير تام ، ويظهر ذلك من مراجعة كتب التاريخ ، ونقل عن الدكتور جواد علي في المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام كلاماً طويلاً استظهر منه ان العرب قبل الإسلام كانوا يتبعون الحساب الشمسي لا انهم يعرفونه فقط ، بل كان هو المعتمد عندهم ، فنقل عن البيروني وابن الأجدابي والمسعودي حيث قال في المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام « تعرض البيروني لموضوع النسيء عند العرب فقال : وكانوا في الجاهلية يستعملونها ] أي الأشهر القمرية [ على نحو ما يستعمله أهل الإسلام ، وكان يدور حجهم في الأزمنة الأربعة ، ثمّ أرادوا ان يحجوا في وقت إدراك سلعهم من الأدم والجلود والثمار وغير ذلك ، وأن يثبت ذلك على حالة واحدة وفي أطيب الأزمنة وأخصبها فتعلموا الكبس من اليهود المجاورين لهم ، وذلك قبل الهجرة بقريب مائتي سنة ، فأخذوا يعملون بها ما يشاكل فعل اليهود من إلحاق فضل ما بين سنتهم وسنة الشمس شهراً بشهورها إذا تم . . . ويسمون هذا من فعل النسي لأنهم كانوا ينسأون أوّل السنة في كل سنتين أو ثلاثة شهراً على حسب ما يستحقه التقدم » بحوث في شرح مناسك الحجّ 1 : 213 .
وملخص ما ذكر في المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام هو ما ذكرناه آنفاً في أول هذا الهامش الطويل ، ولم نقتنع به ، ولم يثبت عندنا أن العرب كانت تعتمد على الحساب الشمسي ، كما أنه لم يثبت أنهم كانوا يعتمدون على الحساب القمري . وذكرنا ما قاله « نايلو » . ولكن القائل المذكور ذهب إلى أن العرب قبل الإسلام كانت تعتمده - أي الحساب الشمسي ولذا كان عندهم النسيء على ضربين : أحدهما تأخير شهر محرم إلى صفر ، والآخر تأخير الحجّ


نام کتاب : الواضح في شرح العروة الوثقى - ط آل البيت نویسنده : الجواهري، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست