responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الواضح في شرح العروة الوثقى - ط آل البيت نویسنده : الجواهري، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 27


بها لا يمكن أن يتعدد بتعددها .
ونتيجة ذلك : أن رؤية الهلال في بلد ما أمارة قطعية على خروج القمر من الوضع المذكور الذي يتخذه من الشمس في نهاية دورته ، وأنه بداية لشهر قمري جديد لأهل الأرض جميعاً ، لا لخصوص البلد الذي يرى فيه وما يتفق معه في الأفق . ومن هنا يظهر أن ذهاب المشهور إلى اعتبار اتحاد البلدان في الأفق مبني على تخيل أن ارتباط خروج القمر عن تحت الشعاع ببقاع الأرض كارتباط طلوع الشمس وغروبها بها ، إلاّ أنه لا صلة - كما عرفت - لخروج القمر عنه ببقعة معينة دون اُخرى ، فإن حاله مع وجود الكرة الأرضية وعدمها سواء .
الثاني : النصوص الدالة على ذلك ونذكر جملة منها . . . » منهاج الصالحين 1 : 279 .
واُجيب عنه بأن « ما ذكر من الفرق بين حالات القمر وبين الليل والنهار وإن كان ثابتاً في أصله ، ولكنه لا يقتضي بوجه البناء على أنه بخروج القمر عن تحت الشعاع يبتدئ الشهر القمري الجديد لأهل الأرض جميعاً في تمام الأصقاع والبقاع كما ادعاه ( قدس سره ) في البيان المتقدم ، إلاّ إذا ثبت أن العرف الممضى من قبل الشرع المقدس قد اتخذ بداية الشهر القمري ما ذكر ، ولكن هذا غير صحيح قطعاً وإلاّ للزم أن يكون بداية الشهر القمري لنصف الكرة الأرضية في أثناء النهار ، وهو ما لا يساعد عليه العرف ، فإن الشهر يبتدئ عندهم من الليل . وهذا هو المستفاد من النصوص الشرعية أيضاً . . . وقد تنبه ( قدس سره ) لهذا المحذور لاحقاً فبنى على أنه إذا رؤي الهلال في مكان فإنما يحكم بدخول الشهر في الأمكنة المشاركة له في الليل ولو بأن يكون أول الليل فيه آخر الليل فيها ، وأما الأمكنة التي ينقضي الليل ويحل النهار فيها قبل حلول الليل في مكان الرؤية فيكون أول الشهر فيها في اليوم التالي . . . وفي التزامه ( قدس سره ) بهذا إقرار منه بأن بداية الشهر القمري أمر نسبي يختلف باختلاف بقاع الأرض ، وليس أمراً واحداً في جميعها وهو ما ادّعاه أولاً . مع أن هذا نحو من النسبية ، وهناك نحو آخر هو مقتضى القول بأن العبرة في دخول الشهر القمري في كل مكان بامكانية رؤية الهلال في أفق ذلك المكان ، فلابد من ملاحظة الشواهد العرفية والشرعية تؤيد أياً من النحوين ليبنى عليه ؟
ويمكن أن يقال : إنها تؤيد النحو الثاني وهي كما يأتي .
الشاهد الأوّل : أن الشهر القمري - أي ما بين الهلالين - مقياس زمني تداوله العرب قبل الإسلام ، والشهر في لغتهم اسم للقمر سُمّي به لشهرته وظهوره ، ثمّ أطلق على ما بين الهلالين لأنه يشتهر بالقمر وفيه علامة ابتدائه وانتهائه ، وإنما اتخذ العرب الأشهر القمرية المقياس الأساس عندهم لحساب الأيام ولم يعتمدوا في ذلك على الأشهر الشمسية التي كانت متداولة عند الفرس والروم - مع أن كثيراً من شؤون الحياة من الزراعة وغيرها مما يختلف باختلاف الفصول التي هي أقسام للسنة الشمسية - من جهة أن الشهر القمري كان مقياساً يناسب حالهم من حيث مناطقهم التي تكون السماء فيها في غالب أيام السنة صحواً مما يتيح معرفة أيام الشهر بالنظر إلى حال القمر في الليل بكل سهولة ، والمنسجم مع اعتمادهم على الأشهر القمرية دون الشمسية هو أن تكون العبرة عندهم في ابتداء الشهر في كل مكان بقابلية الهلال للرؤية في ذلك المكان ، فإنه أمر يعدّ في متناول الجميع ، الحضري والبدوي ، القريب من أوّل موضع يرى فيه الهلال والبعيد عنه ، وأما جعل المعيار هو ظهور الهلال وقابليته للرؤية في مكان ما - ولو في بلاد الروم أو الفرس أو في بعض البحار - يكون مشتركاً مع مناطقهم في جزء من الليل فهو مما لا ينسجم بوجه مع


نام کتاب : الواضح في شرح العروة الوثقى - ط آل البيت نویسنده : الجواهري، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست