responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الواضح في شرح العروة الوثقى - ط آل البيت نویسنده : الجواهري، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 197


تلك السنة ، وكان سنّة في العرب في الحجّ أنه من دخل مكة وطاف بالبيت في ثيابه لم يحل له امساكها ، وكانوا يتصدقون بها ولا يلبسونها بعد الطواف ، وكان من وافى مكة يستعير ثوباً ويطوف فيه ثمّ يرده ومن لم يجد عارية اكترى ثوباً ، ومن لا يجد عارية ولا كراء ولم يكن له إلاّ ثوب واحد طاف بالبيت عرياناً ، فجاءت امرأة من العرب وسيمة جميلة فطلبت ثوباً عارية أو كراء فلم تجده ، فقالوا لها ان طفت في ثيابك احتجت ان تتصدقي بها ، فقالت وكيف أتصدق بها وليس لي غيرها ، فطافت بالبيت عريانة ، وأشرف عليها الناس فوضعت احدى يديها على قبلها والأخرى على دبرها فقالت مرتجزة :
اليوم يبدو بعضه أو كله ^ ^ ^ فما بدا منه فلا أحله
فلما فرغت من الطواف خطبها جماعة فقالت إن لي زوجاً . تفسير القمي 1 : 281 إلاّ أنّ الرواية ضعيفة بمحمّد ابن الفضيل فإنه مجهول ، وليس هو محمّد بن القاسم بن الفضيل الثقة وإن أصر عليه الأردبيلي .
وقد عقد صاحب الوسائل باباً لعدم جواز أن يطوف بالبيت عريان ولا مشرك ، الوسائل ج 13 : 400 باب 53 من أبواب الطواف ، في بعضها « لا يحج بعد هذا العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان » ح 1 ، 2 ، 6 الدال على وجود هذا الشيء قبل ذلك .
وذكر الدكتور جواد علي في المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام « وكانوا يطوفون بالبيت في نعالهم لا يطأوون أرض المسجد الحرام تعظيماً له إلاّ أن يكون الحاج فقيراً حافياً . . . والاخباريون يذكرون ان الطائفين بالبيت كانوا صنفين : صنف يطوف عرياناً وصنف يطوف في ثيابه ، ويعرف من يطوف بالبيت عرياناً ب‌ « الحِلة » . وأما الذين يطوفون بثيابهم فيعرفون ب‌ « الحمس » . . . وهم يذكرون ان « الحِلة » هم ما عدا الحمس ، وأنهم كانوا يطوفون عراة إن لم يجدوا ثياب أحمس ، وكانوا يقصدون من طرح ثيابهم طرح ذنوبهم معها ، ويذكرون أنهم كانوا يقولون : « لا نطوف في الثياب التي قارفنا فيها الذنوب » « ولا نعبد الله في ثياب أذنبنا فيها » « ولا نطوف في ثياب عصينا الله فيها » . وذكر أنهم « كانوا إذا طافوا خلعوا ثيابهم وقالوا لا نطوف في ثياب عصينا الله فيها ، فيلقونها عنهم ، ويسمون ذلك الثوب اللقي » وفي رواية : أن من يطوف من « الحِلة » بثيابه يضرب وتنزع منه ثيابه ، فجعلت هذه الرواية خلع الثياب واجباً على الحِلة محتم عليهم ، لا يجوز مخالفته ، وإلاّ تعرض المخالف للعقاب . وتخضع النساء لهذه القاعدة أيضاً إذا كنّ من الحِلة فكانت المرأة تطوف بالبيت وهي عريانة ، وقيل تضع إحداهن ثيابها كلها إلاّ درعاً مفرجاً عليها ثمّ تطوف فيه . وقيل كانت تقف في باب المسجد فتقول : من يعير مصوناً ؟ من يعير ثوباً ؟ من يعيرني تطوفاً ؟ فإن أعارها أحد ثوباً أو كراه لها طافت به ، وإلاّ طافت عريانة كما يطوف الرجال على حدّ زعم الروايات ولا يستر عورتها لباس أو قماش ، بل كانت تضع احدى يديها على قبلها واليد الأخرى على دبرها وتطوف حول البيت على هذا النحو . وهم يروون في ذلك بيتا ينسبونه لامرأة جميلة ، قيل هي : ضباعة بنت عامر بن صعصعة ، طافت بالبيت عريانة وهي تقول :
اليوم يبدو بعضه أو كله ^ ^ ^ وما بدا منه فلا أحله
وشاءت بعض الروايات أن تخفف من وقع طواف النساء على هذه الصورة في النفوس فذكرت أن بعض النساء كانت تتخذ سيوراً فتعلقها في حقوتها تستتر بها ، وذكرت روايات أخرى أنهن كن يطفن ليلاً وبذلك يتخلصن من وقوع سترهن في اُعين الرجال لأن طواف الرجال في النهار . . . هذا هو طواف الجاهلية قبل الإسلام على رواية أهل


نام کتاب : الواضح في شرح العروة الوثقى - ط آل البيت نویسنده : الجواهري، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست