responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 9  صفحه : 411

(و أبعدها من رضوان اللّه) لأنّ الطالب فيها لتحصيل رضوانه و للانتفاع بقيناتها في سلوك سبيله قليل‌ (فغضّوا عنكم عباد اللّه) و كفّوا عن أنفسكم و اخرجوا عن قلوبكم‌ (غمومها و أشغالها لما قد أيقنتم به من فراقها و تصرّف حالاتها) يعني أنّ الغمّ و الاشتغال انما يحسن أن يوجها نحو ما يبقى دون ما يفنى مع أنّ الاشتغال بما يفنى شاغل عن الاشتغال بما يبقى، و هو ليس فعل العاقل.

و روى في الكافي عن عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى عن يحيى بن عقبة الأزدي عن أبي عبد اللّه 7 قال قال أبو جعفر 7 مثل الحريص على الدّنيا مثل دودة القزّ كلّما زادت من القزّ على نفسها لفّا كان أبعد لها من الخروج حتّى تموت غمّا.

و قال أبو عبد اللّه 7: أغنى الغنى من لم يكن للحرص أسيرا.

و قال: لا تشعروا قلوبكم الاشتغال بما قد فات فتشغلوا أذهانكم عن الاستعداد لما لم يأت‌ (فاحذروها) على أنفسكم‌ (حذر الشفيق الناصح) على شفيقه‌ (و) حذر (المجدّ الكادح) من خيبة سعيه.

روى في الكافي عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن عبد اللّه بن المغيرة عن غياث ابن إبراهيم عن أبي عبد اللّه 7 قال: إنّ في كتاب عليّ 7 إنما مثل الدّنيا كمثل الحيّة ما ألين مسّها و في جوفها السمّ النافع يحذرها الرجل العاقل، و يهوى إليها الصّبيّ الجاهل.

(و اعتبروا بما قد رأيتم من مصارع القرون) الماضية (قبلكم) فانكم عمّا قليل لاحقون بهم و صائرون مثلهم‌ (قد تزايلت أوصالهم) و أعضائهم‌ (و زالت أسماعهم و أبصارهم) و جرت أحداقهم على الخدود، و سالت أفواههم و مناخرهم بالقيح و الصديد (و ذهب شرفهم و عزّهم و انقطع سرورهم و نعيمهم) فلا تنظر إلى طيب عيشهم و لين رياشهم و لكن انظر إلى سرعة ظعنهم و سوء منقلبهم.

يا راقد اللّيل مسرورا بأوّله‌

إنّ الحوادث قد يطرقن أسحارا

أفنى القرون التي كانت منعّمة

كرّ الجديدان إقبالا و إدبارا

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 9  صفحه : 411
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست