responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 9  صفحه : 410

الوصفين، فشبها بالمحلّ الّذي يحلّ فيه الشّي‌ء و أطلق عليهما لفظ المنجاة من باب تسمية الشي‌ء باسم محلّه.

و لمّا أمر بالتّقوى و الطّاعة و كانت الطّاعة عبارة عن امتثال الأوامر و النّواهي أشار إلى أنّ اللّه سبحانه قد أعذر و أنذر و أتمّ الحجّة و لم يبق لأحد معذرة في التقصير حيث‌ (رهب) المجرمين بعذاب الجحيم و السخط العظيم‌ (فأبلغ) في ترهيبه‌ (و رغب) المطيعين في درجات الجنان و الحور و الغلمان و أكبر نعمائه الرّضوان‌ (فأسبغ) و أكمل في ترغيبه‌ (و وصف لكم) في قوله:

اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ وَ زِينَةٌ وَ تَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَ تَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً وَ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ.

كما وصف في غيره من آيات الكتاب الكريم و القرآن الحكيم‌ (الدّنيا و انقطاعها و زوالها و انتقالها) و حيث إنّها موصوفة بالانقطاع متّصفة بسرعة الزّوال و الانقضاء (فاعرضوا) بقلوبكم‌ (عمّا يعجبكم منها) من زينتها و زخارفها و ازهدوا فيها و في رياشها (لقلّة ما يصحبكم منها) قال الشارح البحراني: و إنّما قال: لقلّة ذلك و لم يقل لعدمه لأنّ السالكين لا بدّ أن يستصحبوا منها شيئا و هو ما يكتسبه أحدهم من الكمالات إلى الآخرة، و لكنّ القدر الذي يكتسبه المترفون من الكمالات إذا قصدوا بأموالهم و ساير زينة الحياة الدّنيا الوصول إلى اللّه نزر قليل، و مع ذلك فهم في غاية الخطر و مزلّة القدم في كلّ حركة و تصرّف، بخلاف أهل القشف الذين اقتصروا منها على مقدار الضرورة البدنيّة، و يحتمل أن يريد بالقليل الّذي يصحبهم منها كالكفن و نحوه.

(أقرب دار من سخط اللّه) لأنّها محفوفة بالشهوات الموجبة لسخطه و أكثر أهلها محبّون لها راغبون إليها متابعون للهوى، و رأس كلّ خطيئة حبّ الدّنيا

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 9  صفحه : 410
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست