ثمّ انظر إلى أهل القبور كيف صاروا إليها
بعد سكنى القصور، و انتقلوا إلى دار الوحدة و ارتحلوا إلى بيت الوحشة ليس لهم أنيس
به يستأنسون و لا سكن إليه يسكنون (فبدلوا بقرب الأولاد
فقدها و بصحبة الأزواج مفارقتها) بل استوحش من قربهم الأولاد
و الأصحاب، و استنفر من قبرهم الألّاف و الأحباب
(لا يتفاخرون و لا يتناسلون و لا يتزاورون و لا يتجاورون) إذ
لم يبق لهم زائر و لا مجاور
و حلّوا بدار لا تزاور بينهم
و أنّى لسكّان القبور التّزاور
و إنما صار هوام الأرض لهم الزّوار و
الضيفان، و الحشرات و الديدان لهم الجيران و انحصر لباسهم و رياشهم في الأكفان.
(فاحذروا عباد اللّه) ثمّ احذروا (حذر
الغالب لنفسه) الأمّارة بالسّوء (المانع لشهوته) المؤدّية إلى هلكته (الناظر
بعقله) المميّز بين منفعته و مضرّته (فانّ الأمر واضح) أى أمر
الدّنيا و الآخرة ظاهر لا خفاء فيه (و العلم قائم) أى علم الشريعة
الهادى إلى الحقّ قائم لا غبار عليه (و الطريق) إلى اللّه (جدد) سهل (و
السبيل) إلى رضوان اللّه تعالى (قصد) مستقيم.
فطوبى لعبد آثر اللّه ربّه
و جاد بدنياه لما يتوقّع
الترجمة
از جمله خطب
شريفه آن حبل اللّه المتين و سيّد وصيين است مشتمل است بر مناقب حضرت رسالت و
متضمن است موعظه و نصيحت را مىفرمايد:
مبعوث فرمود
خداوند تعالى پيغمبر آخر الزّمان 6 را با نور روشن
كننده كه عبارتست از نور نبوّت، و با دليل آشكارا كه عبارتست از معجزات رسالت،