responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 9  صفحه : 366

بأس، و هو الصّدق في التّقوى، فاذا انضمّ إليه التّجرّد للخدمة فصار لا يبنى ما لا يسكنه، و لا يجمع مالا يأكله، و لا يلتفت إلى دنيا يعلم أنّها تفارقه، و لا يصرف إلى غير اللّه تعالى نفسا من أنفاسه، فهو الصّدق و صاحبه جدير بأن يسمّى صديقا.

و يدخل في الصّدق التّقوى، و يدخل في التّقوى الورع، و يدخل في الورع العفة فانّها عبارة عن الامتناع عن مقتضى الشّهوات خاصّة فاذا الخوف يؤثّر في الجوارح بالكفّ و الاقدام، و يتجدّد له بسبب الكفّ اسم العفّة، و هو كفّ عن مقتضى الشّهوة و أعلى منه الورع، فانّه أعمّ لأنّه كفّ عن كلّ محظور و أعلى منه التّقوى، فانّه اسم للكفّ عن المحظور و الشّبهة جميعا و ورائه اسم الصّديق و المقرّب.

إذا عرفت ذلك ظهر لك معنى قوله‌ (و كذلك إن هو خاف عبدا من عبيده) سبحانه‌ (أعطاه من خوفه) الضمير راجع إلى الخائف أو العبد أى أعطاه من أجل خوفه إيّاه‌ (ما لا يعطى ربّه) يعنى أنّه يقوم بمقتضيات خوفه إن خاف غير اللّه تعالى فيفعل ما يأمر و يترك ما ينهى و يأتي بما يريد بخلاف خوفه منه سبحانه فيدّعى الخوف و لا يظهر أثره عليه‌ (فجعل خوفه من العباد نقدا) أي كالنقد المعجّل لوجود آثاره فيه بالفعل‌ (و خوفه من خالقه ضمارا و وعدا) ذا تسويف غير موجود آثاره فيه بعد هذا.

و لمّا نبّه على بطلان دعوى المدّعين للخوف و الرّجاء و كذّبهم في تلك الدّعوى معلّلا بكون رجاهم لغير اللّه تعالى أكثر و آكد، و خوفهم من غيره سبحانه أقوى و أشدّ، و فهم من ذلك ضمنا بدلالة الالتزام أنّ توجّههم و مراقبتهم إلى غيره عزّ و علا أكثر من مراقبتهم و توجّههم إليه، حيث إنّهم يؤثرون غيره عليه إذا رجوا، و يقدمون خوف الغير على خوفه إذا خافوا أردف ذلك بالتّنبيه على أنّ حال أبناء الدّنيا كذلك، لايثارهم الدّنيا عليه تعالى و انقطاعهم إليها و افتتانهم بها و رغبتهم إليها دونه.

و بهذا ظهر لك حسن الارتباط و المناسبة بين ما مرّ و بين قوله‌ (و كذلك من‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 9  صفحه : 366
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست