responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 9  صفحه : 367

عظمت الدّنيا في عينه) و راقه زبرجها (و كبر موقعها من قلبه) و عظم محلّها عنده للذّاتها العاجلة و شهواتها الموجودة الحاضرة (آثرها على اللّه) و اختارها على ما لديه ممّا لا عين رأت و لا اذن سمعت و لا خطر على قلب بشر لكونه آجلا غايبا (فانقطع إليها و صار عبدا لها) و لمن في يديه شي‌ء منها حيثما زالت زال إليها و حيثما أقبلت أقبل عليها، غافلا عن أنّه ظلّ زائل، و ضوء آفل، و سناد مائل، و غرور حائل.

و لمّا وصف حال أبناء الدّنيا المفتونين بها عقّبه بأمرهم بالتّأسّي برسول اللّه 6 المعرض عنها لما رأى من فنائها و زوالها و مخازيها و معايبها تزهيدا لهم عنها، و تنبيها على خطائهم في الافتتان بها فقال‌ (و لقد كان في رسول اللّه 6 كاف لك في الاسوة) أى في القدوة و الاتّباع‌ (و دليل لك على ذمّ الدّنيا و كثرة مخازيها) أى مهالكها و مقابحها و فضايحها (و مساويها) أى معايبها.

و أشار إلى دليل الذّم بقوله‌ (إذ قبضت عنه أطرافها و وطئت) أى هيّأت‌ (لغيره أكنافها) و جوانبها و (فطم من رضاعها) و التقم غيره ضرعها (و زوى) أي نحىّ‌ (عن زخارفها) و قرّب إلى غيره زبرجها.

و دلالة هذه الجملة على ذمّها و عيبها أنّه لو كان لها وقع عنده سبحانه و لها كرامة لديه لم يضن بها على أحبّ خلقه إليه و أشرفهم و أكرمهم عنده، فحيث زويها عنه و بسطها لغيره دلّ ذلك على خسّتها و حقارتها و هوانها و إلى ذلك يشير ما في الحديث: ما زوى اللّه عن المؤمن في هذه الدّنيا خير ممّا عجّل له فيها.

قال بعض شرّاح الحديث: أى ما نحّى من الخير و الفضل، و تصديق ذلك انّ الرّجل منهم يوم القيامة يقول: يا ربّ إنّ أهل الدّنيا تنافسوا في دنياهم فنكحوا النّساء و لبسوا الثّياب اللّينة و أكلوا الطّعام و سكنوا الدّور و ركبوا المشهور من الدّواب فأعطني مثل ما أعطيتهم، فيقول اللّه تبارك و تعالى: و لكلّ عبد منكم ما أعطيت أهل الدّنيا منذ كانت الدّنيا إلى أن انقضت سبعون ضعفا.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 9  صفحه : 367
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست