responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 9  صفحه : 19

قلت: قد أجاب عنه الشّارح المعتزلي بأنّ صحّة مذهبهم يقتضي أن يحمل عموم الألفاظ على أنّ المراد بها الخصوص، فيكون التّأويل لئلا يكون للنّاس على اللَّه حجّة فيما لم يدلّ العقل على وجوبه و لا قبحه كالشّرعيّات، و كذلك و ما كنّا معذّبين على ما لم يكن العقل دليلا عليه حتّى نبعث رسولا، و محصّله أنّ العمومات مخصوصة بغير المستقلات، و أنّ المقصود بالآية و ما كنّا معذّبين قبل بعث الرّسل إلّا فيما استقلّ لحكمه العقل، هذا.

و يمكن الجواب بابقاء الآية على عمومها و التصرّف في البعث بأن يجعل كنايه- مجاز [بعث رسله بما خصّهم به من وحيه‌] بعث الرّسل كناية أو مجازا عن مطلق بيان التكليف و لو بلسان العقل كما في المستقلات العقليّة إلّا أنّه لمّا كان الغالب بل الأغلب كون البيان بالرّسول، فعبّر به عنه كما في قولك لا أبرح هذا المكان حتّى يؤذّن المؤذّن، مريدا به دخول الوقت إذ كثيرا ما يعلم دخوله به.

(فدعاهم بلسان الصّدق) و هو لسان الأنبياء و الحجج، لأنّهم تراجمة وحى اللَّه سبحانه و يقرب منه ما في شرح البحراني قال: هو لسان الشريعة النّاطقة عن مصباح النّبوة المشتعل عن نور الحقّ سبحانه‌ (إلى سبيل الحقّ) و هو سبيل الدّين و نهج الشّرع المبين.

و لمّا أشار 7 إلى الحكمة في بعث الرّسل أردفه بالتّنبيه على الغرض من التّكليف و هو قوله: (ألا إنّ اللَّه تعالى قد كشف الخلق كشفة) أي أبداهم و أظهر حالهم بما تعبّدهم به من الأحكام إذ بالتعبّد بها يظهر ما هم عليه من السّعادة و الشّقاوة و الجحود و التّسليم، و هذا معنى ما قيل إنّه أراد بالكشف الاختبار و الابتلاء (لا) ل (أنّه جهل ما أخفوه من مصون أسرارهم و) أضمروه من‌ (مكنون ضمائرهم) بل هو العالم بالسّرائر و الخبير بمكنونات الضّمائر.

و إن تجهر بالقول فانّه يعلم السّر و أخفى، و لا يعزب عنه مثقال ذرّة في الأرض و لا في السّماء، و ما يكون من نجوى ثلاثة إلّا هو رابعهم و لا خمسة إلّا هو سادسهم و لا أدنى من ذلك و لا أكثر إلّا هو معهم، على ما مرّ تحقيقا و تفصيلا في‌

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 9  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست