أيضا في تولّى القتال فطلبه كلّ منهما
اوّلا ثم نكل عنه.
استعاره (و عمّا
قليل يكشف) كلّ منهما (قناعه به) أى يكشف قناعه الذي استتر به و يظهر حاله به
بسبب حقده، فاستعار لفظ القناع لظاهره السّاتر لباطنه (و اللَّه لئن
أصابوا الّذى يريدون) و يتمنّون (لينتزعنّ هذا نفس هذا و ليأتينّ هذا على
هذا) أى ليثبّ كلّ منهما إلى صاحبه و يسعى اليه و يقتله، و هذا لا غبار
عليه لأنّ الملك عقيم ثمّ قال (قد قامت الفئة الباغية فأين المحتسبون) أي الطّالبون
للأجر و الثّواب و العاملون للَّه أو المنكرون للمنكر، و الاستفهام للتحسّر و
التحزّن من فقدان المتصلّبين في الدّين، و الراسخين فى الاسلام، و التّأسف على عدم
حضورهم في تلك المعركة و قتال الفئة الباغية، و في بعض النسخ: فأين المحسنون.
(و قد سنّت
لهم السّنن) أى بيّنت للمحتسبين أو للفئة الباغية الطّرق (و قدّم لهم
الخبر) أى أخبرهم رسول اللَّه 6 بخروج الناكثة
و القاسطة و المارقة و بأنّ عليّا 7 يقاتلهم، و قد روى هذا الخبر عن
النبيّ 6 غير واحد من العامّة و الخاصّة، و قدّمنا
روايته في شرح الفصل الخامس من الخطبة الثالثة المعروفة بالشقشقية في حديث طويل عن
امّ سلمة عن النّبي 6.
و أقول هنا:
روى في البحار من أمالي الشّيخ باسناده عن أخي دعبل عن الرّضا عن آبائه :
قال: قال رسول اللَّه 6 لأمّ سلمة: اشهدى على أنّ
عليّا يقاتل النّاكثين و القاسطين و المارقين.
و من الامالي
بهذا الاسناد عن الباقر 7 عن جابر الأنصاري قال: إنّي لأدناهم من رسول
اللَّه 6 في حجّة الوداع بمنى فقال 6: لاعرفنّكم ترجعون بعدي كفارا ليضرب بعضكم رقاب بعض، و أيم اللَّه لئن
فعلتموها لتعرفنّني في الكتيبة التي تضاربكم، ثمّ التفت 6 إلى خلفه ثمّ قال: أو عليّ أو عليّ أو عليّ، فرأينا أنّ جبرئيل غمزه و أنزل
اللَّه عزّ و جلّ فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ بعليّ أَوْ
نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ ثمّ نزلت قُلْ
رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما