responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 8  صفحه : 60

قصر مدّة العمر و قلّتها حتّى يستفهم العلية المستفادة من الفاء فتدبّر.

ثمّ انّه 7 وصف الدّنيا بأوصاف منفّرة و عن الركون إليها فقال‌ (ثمّ انّ الدّنيا دار فناء و عناء و غير و عبر) أى دار موصوفة بالفناء و المشقة و التغيّر و الاعتبار استعاره بالكنايه- استعاره تخييلية- استعاره مرشحة (فمن الفناء انّ الدّهر موتر قوسه) شبّه الدّهر بالرامي بالقوس على سبيل الاستعارة بالكناية، و الجامع بينهما أنّ الدّهر يرمى بمصائبه و حوادثه المستندة إلى القضاء الالهى الذي لا يتغيّر و لا يتبدّل، كما أنّ الرامي يرمي بسهامه الغير الخاطئة، و ذكر القوس تخييل، و ذكر الايتار ترشيح‌ (و) رشّح ثانية بقوله‌ (لا تخطي سهامه و) ثالثة بأنه‌ (لا توسى جراحه) أى لا تداوى و لا تصلح.

و لما جعل الدّهر بمنزلة الرامى بيّن كيفيّة رميه بقوله‌ (يرمى الحىّ بالموت و الصحيح بالسّقم و الناجي بالعطب) و الهلاك و قوله تشبيه بليغ‌ (آكل لا يشبع و شارب لا ينقع) يعني أنّ الدهر آكل لا يشبع من أكل لحوم الناس و افنائهم، و شارب لا يروى من شرب دمائهم، و هو من باب التّشبيه البليغ على حدّ قولنا زيد أسد، لا الاستعارة كما توهّمه البحراني، لأنّ مبنى الاستعارة على تناسى التشبيه مبالغة كما في قولك رأيت أسدا يرمى، فيلزمه أن لا يؤتي بطرفى التّشبيه معا في الكلام، لأنّ الاتيان بهما يبطل ذلك الغرض، و قد تقدّم تحقيقه في ديباجة الشرح.

(و من العناء) أى من عناء الدّنيا و مشقّتها (أنّ المرء يجمع) فيها (ما لا يأكل و يبنى ما لا يسكن) لا يزال مشغولا بالجمع و البناء حتى تتمّ المدّة و تقضى‌ (ثمّ يخرج إلى اللَّه سبحانه) فيدع ما جمع و يذر ما بنى يأكله الأعقاب و الأبناء و يسكنه الأباعد و الأعداء (لا مالا حمل) ه إلى محطّه‌[1] (و لا بناء نقل) ه إلى مخطّه و في هذا المعنى قال الشّاعر:

هبك بلّغت كلّما تشتهيه‌

و ملكت الزّمان تحكم فيه‌

هل قصارى الحياة إلّا الممات‌

يسلب المرء كلّ ما يقتنيه‌


[1] المحط و المخط بالحاء المهملة و الخاء المعجمة معا القبر، منه

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 8  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست