التي هي)
الذّخيرة و (الزاد و بها)
المرجع و (المعاد زاد)
يتقوّى به إلى طيّ منازل الآخرة و سلوك سبيل الجنان
(مبلّغ) إلى غاية الرّضوان
(و معاد منجح) يصادف عنده الفوز و النجاح و ينال به منتهى
الارباح (دعا اليها) أى
إلى التقوى (أسمع داع و وعاها) أى
حفظها (خير واع) يحتمل أن يكون المراد بأسمع
داع هو اللَّه سبحانه، لأنّه أشدّ المسمعين اسماعا، و قد دعى إليها كثيرا و ندب
إليها في غير واحد من الكتب السّماويّة و غير آية من الآيات القرآنيّة و من جملتها
قوله سبحانه:
و بخير واع
هو الأنبياء و المرسلون أو الاعمّ منهم و من ساير المسارعين إلى داعى اللَّه
الّذين هم أفضل القوابل الانسانيّة، و أن يكون المراد بأسمع داع رسول اللَّه و
بخير واع نفسه 7.
و يؤيّده
قوله تعالى: اذن واعية، بما روى في الكافي عن الصادق 7 قال:
لما نزلت هذه
الآية قال رسول اللَّه 6: هي اذنك يا علي.
(فاسمع
داعيها) أى لم يبق أحد من المكلّفين إلّا أسمعه تلك الدّعوة (و فاز
واعيها) المتدبّر فيها الآخذ بها.
ثمّ نبّه على
آثار التقوى و خواصّها في الأولياء فقال (عباد اللَّه إنّ تقوى اللَّه حمت) أى منعت (أولياء
اللَّه) من حماه سبحانه و هو (محارمه) كما قال 6 ألا و إنّ لكلّ ملك حمى و انّ حمى اللَّه محارمه فمن رتع حول
الحمى أوشك أن يقع فيه، أى قرب أن يدخله (و الزمت قلوبهم مخافته) و خشيته
مجاز (حتى اسهرت لياليهم و اظمأت هواجرهم) نسبة السّهر إلى
اللّيالي و الظماء إلى الهواجر من باب التوسّع و المجاز على حدّ قولهم: نهاره صائم
و ليله قائم، و المراد أنّ التقوى و شدّة الخوف أوجبت سهرهم في اللّيالي للقيام
إلى الصّلاة و الدّوام على المناجاة و عطشهم في الهواجر لملازمتهم بالصّيام و
الكفّ عن الشراب و الطعام، فهم عمش العيون من