و مسند أبي يعلى الموصلي، و يحيى بن
معين، و كتاب أبي عبد اللّه محمّد بن زياد النيسابورى عن عبد اللّه بن أحمد بن
حنبل بأسانيدهم عن ابن مسعود، و علقمة البجلي و إسماعيل بن أياس بن عفيف عن أبيه
عن جدّه أنّ كلّ واحد منهم قال: رأى عفيف أخو الأشعث بن قيس الكندى شابّا يصلى،
ثمّ جاء غلام فقام عن يمينه، ثمّ جاءت امرئة فقامت خلفها، فقال للعبّاس: هذا أمر
عظيم، قال: ويحك هذا محمّد، و هذا عليّ، و هذه خديجة إنّ ابن أخي هذا حدّثنى أنّ
ربّه ربّ السّماوات و الأرض أمر بهذا الدّين، و اللّه ما على ظهر الأرض على هذا
الدّين غير هؤلاء الثلاثة.
و في كتاب
النّسوى أنّه كان يقول بعد إسلامه: لو كنت أسلمت يومئذ كنت ثانيا مع عليّ بن أبي
طالب.
و في رواية
محمّد بن إسحاق عن عفيف قال: فلمّا خرجت من مكّة إذا أنا بشاب جميل على فرس فقال:
يا عفيف ما رأيت في سفرك هذا؟ فقصصت عليه، فقال لقد صدقك العبّاس و اللّه إنّ دينه
لخير الأديان و إنّ امّته أفضل الامم، قلت: فلمن الأمر من بعده؟ قال: لابن عمّه و
ختنه على بنته، يا عفيف الويل كلّ الويل لمن يمنعه حقّه.
ابن فيّاض في
شرح الأخبار عن ابن أبي الحجّاف عن رجل أنّ أمير المؤمنين 7 قال في
خبر: هجم على رسول اللّه 6- يعني أبا طالب- و نحن ساجدان قال:
أ فعلتماها
ثمّ أخذ بيدي فقال: انظر كيف تنصره و جعل يرغّبني في ذلك و يحضّني عليه الخبر.
و في كتاب
الشّيرازي أنّ النّبي 6 لمّا نزل الوحى عليه أتى المسجد
الحرام و قام يصلّى فيه، فاجتاز به عليّ 7 و كان ابن تسع سنين فناداه
يا عليّ إلىّ اقبل، فأقبل إليه ملبّيا، قال: أتى رسول اللّه إليك خاصّة و إلى
الخلق عامّة، فقال: يا عليّ فقف عن يميني و صلّ معي، فقال: يا رسول اللّه حتّى
أمضي و أستأذن أبا طالب والدي قال: اذهب فانّه سيأذن لك، فانطلق يستأذن في اتّباعه
فقال: يا ولدي تعلم أنّ محمّدا و اللّه أمين منذ كان، امض و اتّبعه ترشد و تفلح و
تشهد فأتى عليّ 7 و رسول اللّه قائم يصلّي في المسجد، فقام عن يمينه
يصلّي معه، فاجتاز بهما أبو طالب و هما يصلّيان