responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 8  صفحه : 21

و قال الشارح البحراني (ره) و إنما خصّ الامن بالجناح، لأنّ الجناح محلّ التغيّر بسرعة فتنبه به على سرعة تغييراتها و إنّما خصّ الخوف بالقوادم من الجناح لأنّ القوادم هى رأس الجناح و هى الأصل في سرعة حركته و تغيّره، و هو في مساق ذمّها و التخويف منها، فحسن ذلك التخصيص و مراده أنّه و إن حصل فيها أمن و هو في محلّ التّغير السّريع و الخوف اليه أسرع لتخصيصه بالقوادم انتهى، و الأظهر ما ذكرناه.

(غرّارة غرور ما فيها فانية فان من عليها) لا يخفى ما في هاتين القرينتين من حسن الاشتقاق و جزالة المعنى، فانّ القرينة الأولى تنبيه على خسّة الدّنيا و حقارتها و على أنّ ما فيها تدليس و تلبيس و غرور و باطل بمنزلة امرأة شوهاء هتماء زخرفت من ظاهرها و البست انواع الحلىّ و الحلل تدليسا و تفتينا فاغترّ بها و افتتن من رأى حسن ظاهرها غافلا عن قبح باطنها، و القرينة الثانية تذكرة لكونها مع هذه الخسّة و الحقارة في معرض الفناء و الزوال و الازوف و الانتقال، و كذلك الرّاغبون فيها و الخاطبون لها كما قال عزّ من قائل «كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَ يَبْقى‌ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ‌» (لا خير في شي‌ء من أزوادها إلّا التّقوى) لأنه هو الذى يتقوّى به لسلوك سفر الآخرة و طىّ منازلها، و الوصول الى حظيرة القدس الّتي هى غنية كلّ طالب و منية كلى راغب، و لذلك امر بذلك ربّ العزّة بقوله:

وَ تَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى‌.

و قد تقدّم توضيح ذلك بما لا مزيد عليه في شرح الخطبة الخامسة و السّبعين، و إنما جعله من أزواد الدّنيا لأنّ تحصيله إنما يكون فيها و الآخرة دار جزاء لا تكليف كما سبق بيانه في شرح الخطبة الثانية و السّتين، و تقدّم ثمّة أيضا ما يوضح أنّ غير التقوى من أزواد الدّنيا لا خير فيها، و يشهد بذلك قوله سبحانه:

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 8  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست