responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 8  صفحه : 20

بعذاب أليم، حيث استعير التبشير الذي هو الاخبار بما يظهر سرور المخبر له للانذار الّذي هو ضدّها بادخاله في جنسها على سبيل التهكّم، أى انذرهم بعذاب أليم.

مجاز (توسع) (و لم تطلّه فيها ديمة رخاء إلّا هتنت عليه مزنة بلاء) اسناد هتنت إلى مزنة من باب التوسّع و المعني أنّه لم تمطر على أحد في الدّنيا ديمة أى مطر خفيف موجب على رخاء حاله و سعة عيشه إلّا انصبّت عليه أمطار كثيرة من مزنة البلاء و سحابة فتوجب شدّة حاله و ضيق عيشه، و الغرض أنها إذا اعطت أحدا قليلا من الخير أعقبت ذلك بكثير من الضّر (و حرىّ إذا أصبحت له منتصرة أن تمسى له متنكّرة) يعنى أنها جديرة حين أصبحت محبّة لامرء منتقمة لأجله من عدوّه أو متكلّفة لنصره بأن تمسى مبغضة و متغيّرة له‌ (و ان جانب منها اعذوذب و احلولى) أى صار عذبا و حلوا (أمرّ منها جانب فأوبى) أى صار مرّا فأوقع في المرض و في هذا المعنى قال الشاعر:

ألا انّما الدّنيا غضارة أيكة

إذا اخضرّ منها جانب جفّ جانب‌

فلا تكتحل عيناك منها بغيره‌

على ذاهب منها فانك ذاهب‌

(لا ينال امرء من غضارتها رغبا إلا أرهقته من نوائبها تعبا) أراد أنّه لا يبلغ أحد من طيب عيشها وسعتها و نعمتها رغبته و إرادته إلّا حملته و أغشته من نوائبها و مصائبها التعب و المشقة كما هو يدرك بالعيان و مشاهد بالوجدان، و لا يخفى ما في اتيان ينال بصيغة المضارع و ارهقته بصيغة الماضي من النّكتة اللطيفة، و هى الاشارة إلى أنّ نيل الرّغبة من غضارتها أمر متوقّع مشكوك و ارهاق التعب من نوائبها أمر محقق ثابت.

(و لا يمسى منها في جناح أمن إلّا أصبح على قوادم خوف) أراد به عدم ثبات أمنها و سرعة انتقاله منه الى الخوف، و لا يخفى ما في تخصيص الأمن بالجناح و الخوف بالقوادم لأنّ الجناح محلّ الأمن و السّاكن تحته مصون من الأذى و نيل المكروه متحصّن بحصن السّلامة ألا ترى أنّ الطائر يحصّن فرخه بجناحه حفظا له من المكاره و الآلام، و أما القوادم و هى مقاديم الرّيش فلا ريب أنّ الرّاكب عليها في معرض خطر عظيم و سقوط قريب هذا.

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 8  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست