responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 8  صفحه : 19

لا دوام لها (أكّالة غوّالة) أي كثيرة الأكل و الاغتيال للنّاس مثل السّبع العقور الذي يأكل النّاس و يغتا لهم أى يأخذهم و يهلكهم من حيث لا يدرون و لا يشعرون التّشبيه المركب‌ (لا تعدو إذا تناهت إلى امنيّة أهل الرغبة فيها و الرّضا بها أن تكون كما قال اللَّه تعالى) يعني أنها إذا بلغت و انتهت إلى غاية ما يريده الراغبون فيها و الرّاضون بها لا تعدو و لا تتجاوز عن كون حالها مثل المثل الذي ضرب اللَّه سبحانه لها حيث قال في سورة الكهف: وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ وَ كانَ اللَّهُ عَلى‌ كُلِّ شَيْ‌ءٍ مُقْتَدِراً.

فانّ المراد بالآية تشبيه حالها في نضرتها و بهجتها و زهرتها و كونها على وفق منية أهلها و طبق بغية طالبيها مع ما يتعقّبها من الهلاك و الفناء بحال النّبات الحاصل من الماء يكون أخضر ناضرا شديد الخضرة و الطراوة يعجب الزّرّاع ثمّ ييبس فيكون هشيما تذروه الرياح، و هو من باب 5. التّشبيه المركب على ما حقّقناه في الدّيباجة.

(لم يكن امرء منها في حبرة الّا اعقبته بعدها عبرة) يعنى أنّ سرورها و لذّتها معاقب للحزن و الحسرة، و نعمتها منابع للنقمة كنايه- استعارة تهكّمية (و لم يلق من سرّائها بطنا إلّا منحته من ضرّائها) أى لم يلق امرء من خيرها و فضلها بطنا لها إلّا بذلته من مشقّتها و شدّتها (ظهرا) لها و هو كناية عن كون اقبالها ملازما لادبارها و كون خيرها معقبّا لشرّها.

و المقصود أنّه إن أقبلت إلى أحد بالخير و المنفعة و استقبلته بالوجه و البطن عقبت ذلك لا محالة بذلّ الضرر و المشقّة و أردفتة بالضرورة بالادبار، و بما ذكرنا علم وجه تخصيص البطن بالسّراء و الظّهر بالضّراء، فانّ من يلقى صاحبه بالبشر و السّرور يلقاه بوجهه و بطنه و من يلقاه بالمسائة و التنكير يلقاه بظهره مولّيا عنه دبره.

و قوله: منحته‌، من باب الاستعارة التهكّمية اذ المنح هو البذل و الاعطاء اعنى ايصال النّفع فاستعير لا يصال الضّرر على سبيل التهكّم نظير قوله تعالى فبشّرهم:

نام کتاب : منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة نویسنده : هاشمى خويى، ميرزا حبيب الله    جلد : 8  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست