على الاطلاق من غير طلب شاهدين، فجاء
أعرابيّ متلثم متقلدا سيفه متنكنا كنانته و فرسه لا يرى منه إلّا حافره، و ساق
الحديث و لم يذكر الاسم و القبيلة، و كان ما وعده مأئة ناقة حمراء بأزمتها و أثقالها
موقّرة ذهبا و فضّة بعبيدها.
فلما ذهب
سلمان بالأعرابي إلى أمير المؤمنين 7 قال له حين بصربه: مرحبا بطالب
عدة والده من رسول اللَّه 6: فقال: ما وعد أبي يا أبا
الحسن؟
قال: إنّ
أباك قدم على رسول اللَّه 6 قال: أنا رجل مطاع في قومي إن
دعوتهم أجابوك، و إنّي ضعيف الحال فما تجعل لي إن دعوتهم إلى الاسلام فأسلموا فقال
6: من أمر الدّنيا أم من أمر الآخرة؟ قال: و ما عليك أن
تجمعهما بي يا رسول اللَّه و قد جمعهما اللَّه لا ناس كثيرة، فتبسّم النبيّ 6 و قال: اجمع لك خير الدّنيا و الآخرة، أما في الآخرة فأنت رفيقى
في الجنة، و أمّا في الدّنيا فما تريد؟
قال: مأئة
ناقة حمر بأزمتها و عبيدها موقرة ذهبا و فضّة، ثمّ قال: و إن دعوتهم فأجابوني و
قضى علىّ الموت و لم ألقك فتدفع ذلك إلى ولدى قال: نعم على أني لا أراك و لا تراني
في دار الدّنيا بعد يومي هذا، و سيجيبك قومك، فاذا حضرتك الوفاة فليصر ولدك إلى
وليّي من بعدي و وصيّي، و قد مضى أبوك و دعا قومه فأجابوه و أمرك بالمصير إلى رسول
اللَّه 6 إو إلى وصيّه، وها أنا وصيّه و منجز وعده.
فقال
الأعرابي: صدقت يا أبا الحسن، ثمّ كتب 7 له على خرقة بيضاء و ناول
الحسن 7، و قال: يا أبا محمّد سر بهذا الرجل إلى وادي العقيق و سلّم
على أهله و اقذف الخرقة و انتظر ساعة حتّى ترى ما يفعل، فان دفع إليك شيء فادفعه
إلى الرجل، و مضيا بالكتاب.
قال ابن
عباس: فسرت من حيث لم يرني أحد، فلما أشرف الحسن 7 على الوادي نادى
بأعلى صوته السّلام عليكم أيّها السكان البررة الأتقياء أنا ابن وصىّ رسول اللَّه
6 أنا الحسن بن عليّ سبط رسول اللَّه 6 و ابن رسول اللَّه 6 و رسوله إليكم، و قد قذف الخرقة
في الوادي فسمعت من الوادي صوتا لبّيك لبّيك يا سبط رسول اللَّه و ابن البتول و
ابن سيد الاوصياء سمعنا و أطعنا انتظر ليدفع إليك،