فبينا أنا كذلك إذ ظهر غلام لم ادر من
اين ظهر و بيده زمام ناقة حمراء تتبعها ستة فلم يزل يخرج غلام بعد غلام في يد كلّ
غلام قطار حتّى عددت مأئة ناقة حمراء بأزمتها و أحمالها، فقال الحسن 7
خذ بزمام نوقك و عبيدك و مالك و امض يرحمك اللَّه هذا و قد روى هذا الحديث بطرق
آخر من العامة و الخاصّة نحوا ممّا رويناه.
و أما قوله: (و تمام
الكلمات) فقد فسره الشارح المعتزلي بتأويل القرآن و بيانه الذى يتمّ به، قال:
لأنّ في كلامه تعالى المجمل الذى لا يستغنى عن متمّم و مبيّن يوضحه أقول: إذا كان
متمّم القرآن و مبيّنه هو أمير المؤمنين 7 و لم يمكن الاستغناء فيه عنه
7، فكيف يمكن معذلك تقديم أحلاف العرب الذين لا يعرفون من القرآن إلا
اسمه عليه و ترجيحهم عليه، فانّ القرآن هو إعجاز النبوّة و أساس الملّة و عماد
الشريعة، فلا بد أن يكون القيّم به و العارف له و الحافظ لأسراره، هو الحجّة لا
غير كما هو غير خفيّ على الذكي ذى الفطنة.
ثمّ أقول
الذي عندي أنه يجوز أن يراد بالكلمات الكلمات القرآنية
خصوصا أعنى الآيات و ما تضمّنته من التأويل و التنزيل و المفهوم و المنطوق و الظهر
و البطن و النكات و الأسرار، و ما فيها من الناسخ و المنسوخ و المحكم و المتشابه و
العام و الخاص و المطلق و المقيّد و المجمل و المبيّن و الأمر و النهى و الوعد و
الوعيد و الجدل و المثل و القصص و الترغيب و الترهيب إلى غير ذلك، فانّ تمام ذلك و
كلّه عند أمير المؤمنين 7 و العلم بجميع ذلك مخصوص به و بالطاهرين من
أولاده سلام اللَّه عليهم حسبما عرفته تفصيلا و تحقيقا في التّذييل الثّالث من
تذييلات الفصل السابع عشر من فصول الخطبة الاولى.
و أن يراد
بها مطلق كلمات اللَّه النازلة على الأنبياء و الرّسل في الكتب السماوية و الصّحف
الالهيّة، و قد مضى ما يدلّ على معرفتهم بتمام هذه في شرح الفصل الرابع من فصول
الخطبة الثانية عند قوله 7: و كهف كتبه.
و أن يراد
بها الأعمّ من هذه أيضا، و هو الأنسب باقتضاء عموم وظيفتهم :، فيكون
المراد بها ما ورد في غير واحد من الأخبار من أنّ رسول اللَّه 6 علّم عليا كلمة تفتح ألف كلمة و ألف كلمة يفتح كلّ كلمة ألف كلمة، و عبّر عنها
في أخبار اخر بلفظ الباب و في بعضها بلفظ الحديث و في طايفة بلفظ الحرف.