عباد اللَّه
اعلموا أنّ يسير الرّياء شرك، و انّ اخلاص العمل اليقين، و الهوى يقود إلى النار،
و مجالسة أهل الهوى ينسى القرآن و يحضر الشّيطان، و النسىء زيادة في الكفر و
اعمال العصاة تدعو الى سخط الرّحمن و سخط الرّحمن يدعو إلى النّار، و محادثة
النساء تدعو إلى البلاء و تزيغ القلوب، و الرّمق لهنّ يخطف نور أبصار القلوب، و
لمح العيون مصائد الشيطان، و مجالسة السّلطان يهيج النّيران.
عباد اللَّه
أصدقوا فانّ اللَّه مع الصّادقين، و جانبوا الكذب فانّه مجانب للايمان و إنّ
الصّادق على شرف منجاة و كرامة، و الكاذب على شفا مهواة و هلكة، و قولوا الحقّ
تعرفوا به، و اعملوا به تكونوا من أهله، و أدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم عليها، و
صلوا أرحام من قطعكم، و عودوا بالفضل على من حرمكم، و إذا عاقدتم فأوفوا، و إذا
حكمتم فاعدلوا، و إذا ظلمتم فاصبروا، و إذا اسيء إليكم فاعفوا و اصفحوا كما
تحبّون أن يعفى عنكم، و لا تفاخروا بالآباء، و لا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم
الفسوق بعد الايمان، و لا تمازحوا، و لا تغاضبوا، و لا تباذخوا، و لا يغتب بعضكم
بعضا أيحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا، و لا تحاسدوا فانّ الحسد يأكل الايمان
كما تأكل النّار الحطب، و لا تباغضوا فانها الحالقة، و افشوا السّلام في العالم، و
ردّوا التحيّة على اهلها بأحسن منها، و ارحموا الأرملة و اليتيم، و اعينوا الضعيف
و المظلوم و الغارمين و في سبيل اللَّه و ابن السّبيل و السّائلين و في الرّقاب و
المكاتب و المسكين، و انصروا المظلوم، و اعطوا الفروض، و جاهدوا انفسكم في اللَّه
حقّ جهاده فانّه شديد العقاب، و جاهدوا في سبيل اللَّه، و أقروا الضيف و أحسنوا
الوضوء، و حافظوا على الصّلوات الخمس في أوقاتها، فانها من اللَّه عزّ و جلّ
بمكان.