أمان من النفاق و برائة من النار و تذكير
لصاحبه عند كلّ خير يقسمه اللَّه جلّ و عزّ له دويّ تحت العرش، و ارغبوا فيما وعد
المتّقون فانّ وعد اللَّه أصدق الوعد، و كلّما وعد فهو آت كما وعد، فاقتدوا بهدي
رسول اللَّه 6 فانّه أفضل الهدي، و استنّوا بسنّته
فانها أشرف السنن، و تعلّموا كتاب اللَّه تبارك و تعالى فانه أحسن الحديث و أبلغ
الموعظة، و تفقّهوا فيه فانه ربيع القلوب، و استشفوا بنوره فانّه شفاء لما في
الصّدور، و أحسنوا تلاوته فانّه أحسن القصص، و إذا قرء عليكم القرآن فاستمعوا له و
أنصتوا لعلكم ترحمون، و إذا هديتم لعلمه فاعلموا بما علمتم من علمه لعلّكم تفلحون.
فاعلموا عباد
اللَّه أنّ العالم العامل بغير علمه كالجاهل الحائر الذى لا يستفيق من جهله، بل
الحجّة عليه أعظم و هو عند اللَّه ألوم و الحسرة أدوم على هذا العالم المنسلخ من
علمه مثل ما على هذا الجاهل المتحيّر في جهله و كلاهما حاير باير مضلّ مفتون مبتور
ما هم فيه و باطل ما كانوا يعملون.
عباد اللَّه
لا ترتابوا فتشكّوا، و لا تشكّوا فتكفروا فتندموا، و لا ترخصوا لأنفسكم فتدهنوا و
تذهب بكم الرّخص مذاهب الظلمة فتهلكوا، و لا تداهنوا في الحقّ إذا ورد عليكم و
عرفتموه فتخسروا خسرانا مبينا.
عباد اللَّه
إنّ من الحزم أن تتّقوا اللَّه، و إنّ من العصمة أن لا تغترّوا باللَّه.
عباد اللَّه
إنّ أنصح الناس لنفسه أطوعهم لربّه، و أغشّهم لنفسه أعصاهم له عباد اللَّه إنه من
يطع اللَّه يأمن و يستبشر، و من يعصيه يخب و يندم و لا يسلم عباد اللَّه سلوا
اللَّه اليقين فانّ اليقين رأس الدّين، و ارغبوا اليه في العافية فانّ أعظم النعمة
العافية فاغتنموها للدّنيا و الآخرة و ارغبوا اليه في التوفيق فانه اسّ وثيق، و
اعلموا أنّ خير ما لزم القلب اليقين، و أحسن اليقين التّقى، و أفضل امور الحقّ
عزائمها، و شرّها محدثاتها، و كلّ محدثة بدعة و كلّ بدعة ضلالة، و بالبدع هدم
السّنن، المغبون من غبن دينه، و المغبوط من سلم له دينه و حسن يقينه، و السّعيد