يستطيع حلّ المبرمات المغلقات، أردفه
ببيان ما يجب على الامام بالنسبة إلى رعيّته ليعرفوا وظايف الامام و لوازم
الامامة، فيتابعوا من اتّصف بها و يراجعوا إليه في أمر الدّين و الدّنيا، و يرفضوا
غيره و ينتهوا عنه فقال 7 (إنه ليس على الامام) الحقّ (إلّا)
القيام ب (ما حمّل من أمر ربّه) و هو امور خمسة: (الابلاغ في الموعظة، و
الاجتهاد في النصيحة، و الاحياء للسنة، و إقامة الحدود على مستحقّيها، و إصدار
السّهمان على أهلها) و من المعلوم أنه 7 قام بتلك
الوظايف فأدّى ما حمّله و بالغ في الموعظة و النصيحة و كفى به شهيدا ما ضمنه خطبه
الشريفة، و أحيى الشريعة و أمات البدعة، و أقام الحدود من دون أن يأخذه في اللّه
لومة لائم، و عدل في القسمة شهد بكلّ ذلك المؤالف و المخالف.
و أمّا غيره
7 من المنتحلين للخلافة فقد قصّروا في ذلك و أحيوا البدعة، و فرّطوا في
إجراء الحدود، و فضلوا في قسمة السّهام كما يظهر ذلك بالرّجوع إلى ما ذكره الأصحاب
من مطاعنهم، و قد تقدّمت في غير موضع من الشرح و تأتي أيضا في مقاماتها اللّائقة،
هذا.
و لعلّ غرضه
من النفى أعني قوله 7 ليس على الامام إلّا ما حمّل قطع الأطماع الفاسدة
و التوقّع للتفضّل في القسمة كما كان دأب المتخلّفين و ديدنهم.
و لمّا نهيهم
عن الرّكون إلى الجهل و الرّجوع إلى قادة الضلال عرفهم ما يجب رعايته على الامام
من لوازم منصب الامامة و أمرهم بالرجوع إليه و بالأخذ من قبسات علمه فقال 7:
كنايه (فبادروا
العلم من قبل تصويح نبته) أى من قبل أن يجفّ نباته، و هو كناية عن ذهاب
رونقه أو عن اختفائه بفقدانه 7 (و من قبل أن تشغلوا بأنفسكم عن
مستثار العلم من عند أهله) أى من قبل أن تكونوا مشغولين بتخليص أنفسكم
من شرور بني امية و فتنها التي ستنزل بكم عن استثارة العلم و تهييجه و استخراجه من
عند أهله، و أراد بأهله نفسه الشريف (و انهوا غيركم عن المنكر و تناهوا عنه
فانما امرتم بالنّهى بعد التّناهي).